سجود الشكر

من طرف **سامي فؤاد** الجمعة سبتمبر 11, 2015 6:05 pm

سجودُ الشُّكْر

* سجود الشكر مستحبٌ عند جمهور العلماء، ويشرع هذا السجود لمن أصابته نعمة، أو صرفت عنه نقمة، فمن أصابه أمرٌ يسره، فيستحب له أن يسجد سجود شكرٍ لله عز وجل، ومن صَرَف الله عنه نقمة أو مصيبة، فيستحب أن يسجد لله شكراً، فيكون بهذا مأجوراً على سجوده، وينبغي أن تكون تلك النعمة غير معتادة حتى يُشْرع السجود شكرًا لله عليها.

* وقد ثبت هذا السجود في السنة النبويّة. فعن أبي بكرةَ رضي الله عنه: [أنَّ النَّبيَّ صلَّى الله عليه وسلَّم كان إذا أتاه أمرٌ يسرُّهُ، أو بُشِّرَ به: خرَّ ساجدًا؛ شُكْرًا للهِ تعالى] حديث حسن لغيره رواه أبو داود (2774)، وابن ماجه (1394)، وانظر "إرواء الغليل" للألباني (474).

وثبتَ في الصَّحيحين أنَّ كعبَ بنَ مالكٍ رضي الله عنه [سجدَ لَمَّا جاءَتْهُ البُشرى بتوبةِ اللهِ عليه] رواه البخاري (4418)، ومسلم (2769)، وأبو داود (2773)، والترمذي (3102).

* وسجود الشّكر هو من أنواع السجود المستحبّة التي تكون في خارج الصلاة، ويقول الكثير من العلماء أنّ صفة سجود الشكر وكيفيّته هي نفس صفة سجود التلاوة.

* ولا يُشترَط لسجودَ الشُّكرِ شيءٌ من شروطِ الصَّلاة (من طهارةٍ، واستقبالِ القِبْلة، وسَتْرٍ العورةِ)؛ كما تقدَّم في سجودِ التِّلاوة.

* ولا يُشرَعُ في سجودِ الشكر تكبيرٌ، كما لا يُشرَعُ التَّسليم بعدها، وكذلك لا يُشتَرَط أن يقوم ليأتي بها مِن قيام.

* وإنما يخر المرء ساجداً من دون كل ذلك، فيسجد سجدةً واحدة فقط، ويقول فيها كما يقول في سجوده أثناء الصلاة، ويشكر الله على نعمته عليه، يدعو الله أثناء سجوده بما شاء من الدعوات الطيبة.

* وليس مِن السُنَّة السجود للشكر بعد كل صلاة، وإنما عند وجود أسبابه.

* وكذلك لا يجوز للمسلم أن يسجد سجود الشكر من غير سبب لأنّ هذا أيضاً لم يرد عن الرسول صلى الله عليه وسلم.

* وكذلك لم يثبت لشكر نعم الله عز وجل كيفية أخرى سوى سجدةِ الشكر؛ كما ثبَتَ في الأحاديثِ، وليس هناك صلاةٌ تسمَّى صلاةَ الشُّكرِ، كما يظنُّهُ كثيرٌ من الناس.

* فينبغي لكل مسلم أن يتمسك بالسنة ويحرص عليها، ولا يجوز له أن يأتي بعبادات لم ترد فيها؛ لأنّ العبادات التي لم ترد في السنة تعتبر من البدع المحدثات التي حذّرنا الرسول صلى الله عليه وسلم منها، ونسأل الله أن يعلّمنا ما ينفعنا، وأن ينفعنا بما علمنا.