إن الحمد لله  نحمده و نستعينه  ونستغفره ونتوب إليه ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له واشهد أن لا إله إلا الله وحدة لا شريك له واشهد أن محمد عبد الله ورسوله صلى الله عليه وسلم تسليما كثيرا   أما بعد .
ايها الناس اتقوا الله تعالى حق التقوى واستمسكوا من الإسلام بالعروة الوثقى وتجنبوا الفتن وأسباب الفتن وعضوا بالنواجذ على السنة سنة النبي عليه الصلاة والسلام وسنة خلفاءه الراشدين المهديين من بعده واعلموا أن اصدق الحديث كلام الله و أن أحسن الهدي هدي رسول الله صلى الله عليه وسلم وأن شر الأمور محدثاتها وأن كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة .
أيها الإخوة في الله أيها المسلمون إن العبد لا يستحق اسم الإسلام أن يطلق عليه اسم المسلم إلا أن يكون موحدا لله عز وجل لم ينقض توحيده بشرك ولا بناقض من نواقض التوحيد وأن يكون مصليا فالموحد المصلي هو المسلم وغير الموحد وغير المصلي ليس بمسلم قال عليه الصلاة والسلام فيما روي عنه (من شهد شهادتنا واستقبل قبلتنا وأكل ذبيحتنا فهو المسلم له ما لنا وعليه ما علينا  ) وقد تقدم أيها الأخوة الحديث عن احد هذين الأمرين وهو التوحيد وان تارك التوحيد مشرك وهذه أسماء وأحكام كما أن الزاني يقال له زاني والذي شرب الخمر يقال له سكران وشارب والذي سرق يقال له سارق والذي كذب يقال له كاذب والذي أشرك يقال له مشرك كافر فيا عجبا كيف يفهمون في أمور الذنوب إذا جاء الذي أشرك قال بعض الناس انه مسلم يقول الله عز وجل {مَا كَانَ لِلْمُشْرِكِينَ أَن يَعْمُرُواْ مَسَاجِدَ الله شَاهِدِينَ عَلَى أَنفُسِهِمْ بِالْكُفْرِ}[التوبة:17]بأقوالهم وأفعالهم وبحالهم فيا عجبا كيف يشهدون على أنفسهم بالكفر ويأتي من يشهد لهم بالإسلام وتقدم انه ما من عذر يعتذر به مشركوا زماننا إلا كان عبد الله بن عبد المطلب و أمنة بنت وهب والدا رسول الله صلى الله عليه وسلم أحق بهذا العذر ومع ذلك قال عليه الصلاة والسلام (إن أبي وأباك في النار )واستأذن ربه أن يستغفر لأمه فنهي عن ذلك {مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آمَنُواْ أَن يَسْتَغْفِرُواْ لِلْمُشْرِكِينَ وَلَوْ كَانُواْ أُوْلِي قُرْبَى}[التوبة:113] مع أن الله نبهنا انه لم يأتهم نذير من قبلك ومع ذلك فهم كفار مشركون فما من عذر أو حجة  تلتمس لهؤلاء في زماننا إلا كان أولئك أحق بها وقال عليه الصلاة والسلام كما في حديث عياض بن حمار الذي أخرجه مسلم وغيره (إن الله نظر إلا أهل الأرض قبل بعثته عليه الصلاة والسلام فمقتهم عربهم وعجمهم الا بقايا من اهل الكتاب )بالله عليكم لو كانوا معذورين هل يمقتهم رب العالمين المعذور لا يمقت والمقت أشد البغض والله ليسوا بمعذورين لأن أمر التوحيد لا يتوقف على السمع بل هو النذر فيه كثيرة ولذلك سيسألون قبل دخولهم النار ألم يأتكم نذير فسيقولون بلا ومنهم من لم يأته نذير بشري كعبد الله بن عبد المطلب ومع ذلك يقول بلا قد جاءنا نذير لان النذر على التوحيد لا تتوقف على النذير البشري يا سبحان الله من تأمل كتاب الله وجد هذه المسألة أوضح مسألة في القرآن وأما أهل الفترة فهم الذين لم يمكنهم العقل في الأمور التي تتوقف على العقل والفطرة كأمر التوحيد كالمجنون الذي عاش طول حياته مجنونا يقول يا رب: عشت مجنونا يرميني الصبيان بالبعر هذا الذي يصدق عليه انه من أهل الفترة وأطفال المشركين عند بعض العلماء هؤلاء أهل الفترة لم يمكنهم حتى العقل في العقليات الفطريات أو لم يمكنهم السمع في الأمور السمعية لم يسمع أو لم يمكنه السمع لأنة من تمكن من السماع ولم يبحث قامت عليه الحجة وأما لم يتمكن من السمع لم تقم عليه الحجة في الأمور السمعية فهذا ما يتعلق بالأمر الأول من لم يوحد الله لم يستحق اسم المسلم أبدا وأنا له الإسلام هل يقال مسلم مشرك هل يقال مسلم يذبح لغير الله مسلم يطوف بغير بيت الله مسلم يصلي لغير الله مسلم يستغيث بغير الله هل هذا أمر يدخل في العقل هذا أمر متناقض حتى في اللفظ إن الحجة والله عليهم قائمة قال الله عن الذين لم يأتهم نذير بشري {وَمَا آتَيْنَاهُم مِّن كُتُبٍ يَدْرُسُونَهَا وَمَا أَرْسَلْنَا إِلَيْهِمْ قَبْلَكَ مِن نَّذِير}[سبأ:44] قال الله مخبرا عن ظلمهم  وقيام الحجة عليهم {فَإِذَا رَكِبُوا فِي الْفُلْكِ دَعَوُا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ فَلَمَّا نَجَّاهُمْ إِلَى الْبَرِّ إِذَا هُمْ يُشْرِكُون}[العنكبوت:65] بالله عليكم أهؤلاء معذورون وأما الأمر الثاني أخوتي في الله فهو الصلاة قرينة التوحيد في كتاب الله الصلاة شأنها ليس شأن الصيام والزكاة والحج لا ورب الكعبة بل شأنها شأن التوحيد في كتاب الله عز وجل قال الله عز وجل مبينا انه لا يستحق اسم الإسلام إلا من وحد وصلى قال الله {فَلاَ صَدَّقَ وَلاَ صَلَّى}[القيامة:31] {وَلَكِن كَذَّبَ وَتَوَلَّى}[القيامة:32] فأي ما آية وجدتها فيها التكذيب والتولي فتفسيرها هذه الآية أي ما صدق ولا صلى وأي ما رجل عمل الأعمال كلها ولم يصلي فإنه قد تولي عن العمل وهو كافر في قول الله عز وجل {فَأَنذَرْتُكُمْ نَارًا تَلَظَّى}[الليل:14] {لاَ يَصْلاَهَا إِلاَّ الأَشْقَى}[الليل:15] {الَّذِي كَذَّبَ وَتَوَلَّى}[الليل:16] ما تفسيرها يعني ما صدق ولا صلى  ولا عمل سائر الأعمال وأعظمها الصلاة وكقول الله عز وجل{إِلاَّ مَن تَوَلَّى وَكَفَر}[الغاشية:23] {فَيُعَذِّبُهُ اللَّهُ الْعَذَابَ الأَكْبَر}[الغاشية:24]عذاب الخلود وهو الذي ما صلى ولا وحد {فَلاَ صَدَّقَ وَلاَ صَلَّى}[القيامة:31] هذه من أوضح الأمور على أن الصلاة قرينة التوحيد قال عليه الصلاة والسلام (رأس الأمر الإسلام وعموده الصلاة ) إذا كان الإسلام والإيمان في القلب كالنخلة كما ضرب الله ذلك في كتابه {أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللّهُ مَثَلاً كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرةٍ طَيِّبَةٍ أَ }[إبراهيم:24] فرأس النخلة قلبها فرأسها هو الإسلام وعمودها هو الصلاة والنخلة لا تموت إلا إذا قطع رأسها أو قطع عمودها والرأس والعمود مرتبطان بالجذور رأس الأمر الإسلام وعموده الصلاة قال الله عز وجل {وَأَقِيمُوا الصَّلاَةَ وَلاَ تَكُونُوا مِنَ الْمُشْرِكِين}[الروم:31] {مِنَ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُون}[الروم:32] وقال الله {إِنَّمَا تُنذِرُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُم بِالغَيْبِ وَأَقَامُوا الصَّلاَةَ }[فاطر:18]وقال الله {وَالَّذِينَ يُمَسَّكُونَ بِالْكِتَابِ وَأَقَامُواْ الصَّلاَةَ إِنَّا لاَ نُضِيعُ أَجْرَ الْمُصْلِحِين} [الأعراف:170] روى مالك في الموطئ من طريق الزهري أن رجلا جاء يستأذن النبي عليه الصلاة والسلام في قتل رجل من المنافقين فسارة في أذنه قال عليه الصلاة والسلام Sadأليس يشهد ألا اله إلى الله وأني رسول الله قال بلى ولا شهادة له قال :أليس يصلي قال بلى ولا صلاة له قال أولئك الذين نهيت عن قتلهم ) فستفسر النبي عليه الصلاة والسلام منه بأمرين التوحيد والصلاة لأنهما القرينان في كتاب الله قال الله لا(وما أمروا إلى ليعبدوا الله مخلصين له الدين حنفاء ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة وذلك دين القيمة ) الدين الذي ليس فيه توحيد وصلاة فليس دينا قيما هو دين اعوج كما قال الشافعي وهذا من الأدلة علة تكفير تارك الصلاة دينه ليس دينا قيما بنص القرآن وقال الله عز وجل : {فَإِن تَابُواْ وَأَقَامُواْ الصَّلاَةَ وَآتَوُاْ الزَّكَاةَ فَإِخْوَانُكُمْ فِي الدِّينِ }[التوبة:11]بعض الصحابة يكفر بترك الزكاة كابن مسعود وغيرة وأما هم كلهم فلا يختلفون في كفر تارك الصلاة وأنه كافر تاركها كسلا وتهاوننا  اما الجاحد فلو كان يصلي ويتهجد ويوتر ويتنفل وهو جاحد فهو كافر بإجماع أمة محمد عليه الصلاة والسلام وقال عليه الصلاة والسلام (بين الرجل وبين الكفر والشرك ترك الصلاة ) فأي ما رأيت أية فيها الشرك  فتارك الصلاة مشرك وكافر كما اخبر النبي عليه الصلاة والسلام
أي أية أو حديث فيها الشرك فتارك الصلاة داخل فيه {إِنَّ اللّهَ لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ }[النساء:48]وترك الصلاة من الشرك نطق به المصطفى صلى الله عليه وسلم وقال عليه الصلاة والسلام  (بين الرجل وبين الكفر والشرك ترك الصلاة ) ، (العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة فمن تركها فقد كفر) يا سبحان الله هذه المسألة مع مسألة التوحيد أوضح المسائل ومع ذلك لا يزال يخوض فيها الخائضون ولذلك أجمع أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم والخائضون في هذه المسألة لم يستطيعوا أن يأتوا بصحابي واحد لم يكفر تارك الصلاة أجمع أصحاب محمد وإجماعهم هو الحجة وكل قول بعد إجماعهم لا عبرة به أن تارك الصلاة كافر قال محمد بن نصر المروزي : وهو الإمام  الذي قال بعض السلف لا يحق لأحد أن يفتي إلا إذا كان يعرف الأحاديث و صحيحها  من سقيمها ومعانيها وإجماع الناس و اختلافهم وأوضح من اجتمعت فيه هذه الأربع محمد بن نصر وهو الذي ألف في اختلاف الفقهاء من اعرف الناس بإجماع العلماء واختلافهم روى عن يحيى بن يحيى عن إسماعيل بن عليه عن أيوب عن محمد بن سيرين أن أبا بكر وعمر كانا يعلمان الرجل الإسلام فيقولان الإسلام أن تشهد أن لا إله إلا الله وأن محمد رسول الله وأن تصلي فإن لم تصلي هلكت وعمر قال على المنبر لا إسلام لمن لم يصلي والصحابة كلهم شاهدون حاضرون ولم يختلف في ذلك أحد وقال لما طعن لا حظ في الإسلام لمن ترك الصلاة ليس له حظ من الإسلام لا قليل ولا كثير و الصحابة حاضرون ولم ينكر أحد ولم يعترض أحد هذه المسألة عندهم كالشمس وقال علي وقد سأل عن امرأة لا تصلي قال الذي لا يصلي كافر وقال :من ترك صلاة متعمدا فقد برئت منه الذمة وقد كفر كما روى عنه عبد خير عبده هؤلاء الخلفاء الراشدون المهد يون وقال حذيفة لرجل لا يقيم صلبه في الركوع والسجود : لو مت على هذه الصلاة مت على غير الفطرة التي فطر الله الناس عليها .رواة البخاري أي مت على غير الإسلام وسأل ابن مسعود إنا نرى الله يكثر ذكر الصلاة في القرآن ويمدح أهلها {الَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلاَتِهِمْ دَائِمُون}[المعارج:23] {وَالَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلاَتِهِمْ يُحَافِظُون}[المعارج:34] قال يحافظون على المواقيت والخشوع والوضوء والجماعة قالوا :كنا نرى يا أبا عبد الرحمن ان ذلك تركها فتعجب منهم قال: سبحان الله تركها هو الكفر وكان الصحابة يتعجبون ممن يقرن الذنوب بترك الصلاة الذنوب في منزلة وترك الصلاة في منزلة {إِنَّ اللّهَ لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَشَاء }[النساء:48] قال مجاهد بن جبر سألت جابر بن عبد الله هل تعدون الذنوب شركا قال :معاذ الله قلت ما الفارق عندكم أصحاب محمد بين الرجل وبين الكفر والشرك قال : ترك الصلاة  وقيل لأنس ها هنا أناس من الخوارج يشهدون علينا بالكفر بالذنوب قال شر الخلق والخليقة سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ):بين الرجل والكفر والشرك ترك الصلاة ) وهكذا قال ابن عباس رضي الله عنه وقال ابن مسعود وقال: أبو الدرداء كلهم لا يختلفون ولذلك قال عبد الله بن شقيق :لم يكن أصحاب محمد يرون شيئا من الأعمال تركه كفر إلا  الصلاة بعضهم يضيف إليها الزكاة كابن مسعود وبعضهم يضيف إليها الحج كعمر أما إجماعهم كلهم الصلاة قرينة التوحيد في كتاب الله وقال إسحاق بن رهويه لم يزل الناس من لدن الرسول  صلى الله عليه وسلم إلا يومنا هذا في المئة الثالثة وهم يقولون من ترك صلاة متعمدا من غير عذر فقد كفر فلا عبرة من خلاف ناشئ بعد هذا الإجماع وجوده كعدمه إنما الإجماع إجماع أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم وقد احتج محمد بن نصر بأدلة منها أن الصلاة عبادة الأنبياء والملائكة والمخلوقات جميعا مع التوحيد دون غيرها من العبادات الملائكة ليس عندهم صيام ولا زكاة ولا حج ولكن عندهم الصلاة مع التوحيد يهللون الله ويوحدونه ويصلون (أطت السماء وحق لها أن تإط ما فيه موضع أربع أصابع  إلا فيه ملك  راكع أو ساجد) والأنبياء كلهم يصلون بعضهم فرض عليه الحج وبعضهم لم يفرض لكن كلهم لا بد من الصلاة (ذلك دين القيمة ) والمخلوقات كلها {أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَسْجُدُ لَهُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَمَن فِي الأَرْضِ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ وَالنُّجُومُ وَالْجِبَالُ وَالشَّجَرُ وَالدَّوَابُّ وَكَثِيرٌ مِّنَ النَّاسِ وَكَثِيرٌ حَقَّ عَلَيْهِ الْعَذَابُ }[الحج:18]وهذا من أدلة كفر تارك الصلاة حق عليه العذاب يأس من رحمة الله {إِنَّ اللّهَ لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ}[النساء:48] {وَمَن يُهِنِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِن مُّكْرِمٍ إِنَّ اللَّهَ يَفْعَلُ مَا يَشَاء}[الحج:18] ومن ذلك أن العلماء اجمعوا على أن الكافر لو صام أو زكى أو حج لا يحكم له بالإسلام وإنما يحكم له بالإسلام بأحد أمرين لو نطق الشهادتين أو لو رئي يصلي بإجماع العلماء أن الكافر لو رأي يصلي ولو لم تسمع منه الشهادتين فإنه يحكم له بالإسلام فإن تركها حكم عليه بالردة وقتل فيا سبحان الله كيف يدخلونه في الإسلام بمجرد الصلاة أيضا هم يخرجونه من الإسلام بمجرد ترك الصلاة هذه قرينة التوحيد في كتاب الله عز وجل ولذلك كان النبي عليه الصلاة والسلام يأمر جيوشه وأبو بكر من بعده في حروب الردة أن يمهلوا فإن سمعوا أذانا كفوا و سألوهم عما نقبوا و ألم يسمعوا أذانا استحلوا دمائهم و أموالهم وسبيهم وذراريهم والصلاة هي الفارقة بين المؤمن والمنافق قال {يَوْمَ يُكْشَفُ عَن سَاقٍ وَيُدْعَوْنَ إِلَى السُّجُودِ فَلاَ يَسْتَطِيعُون}[القلم:42] {خَاشِعَةً أَبْصَارُهُمْ تَرْهَقُهُمْ ذِلَّةٌ وَقَدْ كَانُوا يُدْعَوْنَ إِلَى السُّجُودِ وَهُمْ سَالِمُون}[القلم:43] والصلاة هي علامة المؤمن قيل للنبي عليه الصلاة والسلام : كيف تعرف أمتك من بين الأمم يوم القيامة  وقد حدثهم أن هذه الأمة في الأمم كالشعرة البيضاء في جلد الثور الأسود أو كالشعرة السوداء في جلد الثور الأبيض او كالرقمه في ذراع الحمار فقال :أرأيتم لو أن رجلا له خيل غر محجله  بين ظهراني خيل بهم دهم ألا يعرف خيله قالوا : بلا قال: فإني إنما أعرف أمتي يوم القيامة بآثار الوضوء غر محجلين فبالله عليكم الذي لا يتوضأ ولا يصلي أهو من الغر المحجلين من هذه الأمة أو هو من البهم الدهم من الأمم الكافرة وقال عليه الصلاة والسلام : (لا تخرجوا على الأئمة حتى تروا كفرا بواحا ) وسأل مرة أخرى ألا ننابذهم بالسيف قال: ( لا ما صلوا ) فمثل للكفر البواح الذي عندنا فيه من الله برهان بترك الصلاة فهي كفر بواح عندنا فيه من الله برهان فال الله عز وجل عن الكافرين {مَا سَلَكَكُمْ فِي سَقَر}[المدَّثر:42] يسألهم أهل الجنة فأول إجابة {قَالُوا لَمْ نَكُ مِنَ الْمُصَلِّين}[المدَّثر:43] فيا عباد الله يا أمة الإسلام تارك التوحيد وتارك الصلاة لا يستحق اسم الإسلام بل هو كافر لا يدفن في مقابر المسلمين ولا يغسل ولا يصلى عليه ولا ينكح ولا تؤكل ذبيحته ولا يدخل مكة وأما ما ذكره بعض المؤلفين أنا لم نسمع في عصر من العصور أن أحدا طبقت عليه هذه الأمور فهذا أمر سخيف يرد به إجماع الصحابة هذا إتباع للظن قال الإمام أحمد: أي إجماع حكي بعد أصحاب محمد فإنما هو كذب وما يدريه عن الناس أيضا فإنما هو يحتج بالتقصير أن الأئمة لم يأخذوا الناس بحقوق الله وهذا ليس بحجه أيضا فإن الكفر هو ترك الصلاة بالكلية وكيف يمكن إثباته هذا إلا بشهادة شهود ونحو ذلك ولذلك فإنه في كل اعصار المسلمين وأمصارهم لم يقم حد الزنا بشهادة شهود مع انه شرع في كتاب الله فهل هذا حجة لإسقاط حد الرجم لا والله ولذلك أنصح إخواني بعدم الاعتماد على كتب المتأخرين فإن المتأخر إذا أخذ عن المتأخر أخذ صورة مشوشة عليكم بما كان عليه الأوائل وحاكموا المتأخرين إلا القرون الفاضلة ولا تجعلوا المتأخرين هم الحكم في أمور الدين ما دخلت هذه المسائل وهذا الخوض إلا بسبب تشويش المتأخرين قال الله عز وجل {وَالسَّابِقُونَ الأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالأَنصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُم بِإِحْسَانٍ }[التوبة:100] إذا أردت أي مسألة فانظر أولا ما كان عليه انبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه ثم من بعدهم ثم من بعدهم وكلما اقتربت من عصر النبوة كلما زاد النور واليقين وكلما تأخرت كلما ضعف النور وزاد التشويش وكلام الرجال ليس بحجه إنما هو ضعيف حتى تأتيه الحجة من الوحي ومن الآثار وأسخف الناس عقلا من بني بنايات كبار على أقوال الرجال ما أسرع هدم هذه البناية وأما حديث عبادة خمس صلوات كتبهن الله عز وجل فمن حافظ عليهن كان له عند الله عهد وملم يحافظ عليهن لم يكن له عند الله عهد فهذا كما فسره ابن مسعود لم يحافظ على وقتها وخشوعها وطمأنينتها ووضوئها بل جاء في طرق حديث عبادة هذا قال : من جاء بهن وقد أنتقص منهن  لم يكن له عند الله عهد وأما حديث الشفاعة وأن الله يخرج من النار قوما لم يعملوا خيرا قط فهذا المتشابه لا ترد به المحكمات لأن هذا يفهم فهم العرب ولا يفهم فهم الأعاجم إن من أدركته العجمة في فهمه لم يفهم هذا النص كما فهمه أبو بكر وعمر إن معنى (لم يعمل خير قط) لم يعمل خيرا ينقذه من النار بشفاعة الشافعين وهذا معروف في كلام العرب وفي القرآن قال الله {تُدَمِّرُ كُلَّ شَيْءٍ بِأَمْرِ رَبِّهَا} فالأعجمي يفهمها على ظاهرها والعربي يفهمها كما أنزلها الله تدمر كل شيء أمرها الله بتدميره {فَأَصْبَحُوا لاَ يُرَى إِلاَّ مَسَاكِنُهُمْ} والمساكن شيء وقال الهدهد عن ملكة سبأ {وَأُوتِيَتْ مِن كُلِّ شَيْءٍ} الأعجمي يفهمها على ظاهرها والعربي يفهم أن لها تكملة تركت لأنها واضحة أي أوتيت من كل شيء يحتاجه الملوك وقال سليمان : {عُلِّمْنَا مَنطِقَ الطَّيْرِ وَأُوتِينَا مِن كُلِّ شَيْءٍ} وهذا موجود حتى في لغتكم وكلامكم .
إذا رأيتم الرجل  غلب شره على خيره قلتم فلان ليس فيه خير لا خير فيه فيأتيكم أعجمي ويقول: لا خير فيه البتة أليس عنده التوحيد أليس حسن الخلق فتقولون نحن عرب مرادنا أن خيره غلب شره فيقول لا خير فيه ليس فيه خير لا تصاحبه وإذا أرسلت رجلا في مهمة ولم ينجزها لك قلت له : لم تصنع شيئا أي ما صنعت المراد ويفسر حديث الشفاعة حديث الشفاعة أن أخر زمرة تخرج من النار يعرفون بآثار السجود وهم من الذين قيل فيهم لم يعملوا خيرا قط ومع ذلك يعرفون بآثار السجود أنهم موحدون مصلون ولا يبقى إلا أهل الشرك وترك الصلاة ويفسره حديث قاتل المئة قالت ملائكة العذاب : لم يعمل خيرا قط مع أنه تاب وهاجر و ترك وطنه لكن مرادهم شره أغلب من خيره وهذا معروف عند العرب فكيف يرد غاية هذا الحديث أن يكون من المتشابه فكيف ترد له المحكمات إجماع الصحابة والقرآن الناطق و السنة المحكمة يا عجبا!!
 يا عباد الله احذروا الشرك صغيره وكبيره  فإن الله لا يغفره ولا يسامح فيه ومن الشرك ترك الصلاة حذروا تارك الصلاة حذروهم وأنذروهم فإن الله لا يغفره {ُوْلَئِكَ يَئِسُوا مِن رَّحْمَتِي} { إِنَّ اللّهَ لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ }  فإذا حذرتموهم قامت عليهم الحجة ثم الواجب أن يرفعوا إلى السلطان حتى يستتيبهم أو يقتلهم ولا تبقوا تحتهم امرأة مؤمنة ولا تأكلوا ذبائحهم ولا تلينوا لهم الجناب اتقوا الله اهجروهم في الله عز وجل ترك الصلاة شرك وتارك الصلاة مشرك وإذا عرفت هاتين المسألتين أن تارك التوحيد وتارك الصلاة مشرك كافر لا يستحق اسم الإسلام عرفت كم سيبقى من المليار المزعوم لأمة  الإسلام وأن الإيمان ليس بالتحلي ولا بالتمني ولا بالهوية ولا بالاسم ولا بالآباء والأجداد ولكن شيء وقر في القلب وصدقته الأعمال اللهم ثبتنا على التوحيد وعلى الصلاة وعلى السنة  حتى نلقاك يا رب العالمين اللهم لا تخلع منا ثوب الإيمان اللهم لا تسلبنا ثوب الإيمان بذنوبنا يا رب العالمين اللهم إنا نستجير بك ونستغيث بك أن نرتد على أعقابنا أو نترك الصلاة أو ننقض توحيدنا بشرك يا رب العالمين اللهم اجعلنا من الموحدين المصلين العاضين بالنواجذ على سنة سيد المرسلين صلى الله عليه وسلم يا حي يا قيوم يا رب العالمين أقول ما تسمعون وأستغفر الله لي ولكم فاستغفروه واسألوه البصيرة والحكمة فإنه من يؤت الحكمة فقد أؤتي خيرا كثيرا وما يتذكر إلا أولو الألباب إن ربي قريب مجيب .