معا لنصرة النبي صلى الله عليه وسلم
إدارة منتدى معا لنصرة النبي صلى الله عليه وسلم ترحب يالسادة الزائرين
ونتمنى مشاركتكم معنا في نصرة النبي فقط قم بالتسجيل في المنتدى وشارك مواضيعك
الدال على الخير كفاعلة
شكراً لزيارتكم

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

معا لنصرة النبي صلى الله عليه وسلم
إدارة منتدى معا لنصرة النبي صلى الله عليه وسلم ترحب يالسادة الزائرين
ونتمنى مشاركتكم معنا في نصرة النبي فقط قم بالتسجيل في المنتدى وشارك مواضيعك
الدال على الخير كفاعلة
شكراً لزيارتكم
معا لنصرة النبي صلى الله عليه وسلم
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
المواضيع الأخيرة
» ستة شوال وما يتعلق بها من أحكام
   وما يؤمن أكثرهم بالله إلا وهم مشركون Emptyالثلاثاء يونيو 11, 2019 5:54 pm من طرف سامي فؤاد

» وَكُونُوا عِبَادَ اللَّهِ إِخْوَانًا
   وما يؤمن أكثرهم بالله إلا وهم مشركون Emptyالجمعة أبريل 26, 2019 6:24 am من طرف سامي فؤاد

» أحكام الحيض والنفاس والاستحاضة
   وما يؤمن أكثرهم بالله إلا وهم مشركون Emptyالسبت أبريل 06, 2019 1:24 am من طرف سامي فؤاد

» المغالاة في المهور
   وما يؤمن أكثرهم بالله إلا وهم مشركون Emptyالأربعاء أكتوبر 10, 2018 5:38 am من طرف سامي فؤاد

» شرح حديث ثلاثة لا يكلمهم الله يوم القيامة
   وما يؤمن أكثرهم بالله إلا وهم مشركون Emptyالسبت سبتمبر 08, 2018 6:00 am من طرف سامي فؤاد

» أحكام الهدية وهدايا الخاطب والنقوط
   وما يؤمن أكثرهم بالله إلا وهم مشركون Emptyالسبت سبتمبر 08, 2018 5:58 am من طرف سامي فؤاد

» رسالة إلى الشباب
   وما يؤمن أكثرهم بالله إلا وهم مشركون Emptyالسبت سبتمبر 08, 2018 5:56 am من طرف سامي فؤاد

» رسالة إلى الخاطب
   وما يؤمن أكثرهم بالله إلا وهم مشركون Emptyالسبت سبتمبر 08, 2018 5:55 am من طرف سامي فؤاد

» الأضحية أحكام وشروط
   وما يؤمن أكثرهم بالله إلا وهم مشركون Emptyالسبت أغسطس 11, 2018 6:12 am من طرف سامي فؤاد


وما يؤمن أكثرهم بالله إلا وهم مشركون

اذهب الى الأسفل

   وما يؤمن أكثرهم بالله إلا وهم مشركون Empty وما يؤمن أكثرهم بالله إلا وهم مشركون

مُساهمة من طرف أبو لقمان الإثنين يونيو 27, 2016 2:13 pm

بسم الله الرحمن الرحيم



وصف المادة

عنوان الخطبة

           وما يؤمن أكثرهم بالله إلا وهم مشركون

التصنيف

توحيد ومنهج

تاريخ الإضافة

14-01-1430 هـ

رابط الاستماع






الخطبة الأولى

 

إن الحمد لله، نحمده ونستعينه، ونستغفره ونتوب إليه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، من يهد الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادِي له.

وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمد عبد الله ورسوله، صلى الله عليه وسلم تسليما كثيرا.

أيها الناس: اتقوا الله تعالى حق التقوى، ﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ وَاخْشَوْا يَوْمًا لَا يَجْزِي وَالِدٌ عَنْ وَلَدِهِ وَلَا مَوْلُودٌ هُوَ جَازٍ عَنْ وَالِدِهِ شَيْئًا إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ فَلَا تَغُرَّنَّكُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَلَا يَغُرَّنَّكُمْ بِاللَّهِ الْغَرُورُ﴾، ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ، ﴿ وَاتَّقُوا يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ.

واعلموا: أن خير الكلام كلام الله تعالى، وأحسن الهدي هدي رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، واعلموا أن شر الأمور محدثاتها، وأن كل محدثة بدعة وأن كل بدعة ضلالة.

 أيها الأخوة في الله: يا أهل التوحيد الخالص، يا من برأ من الشرك وأهله: إياكم أخاطب/ كلنا يعلم - أيها الأخوة - إن الشرك في الأعمال كالحدث للطهارة يفسدها ويجعلها هباءا منثورا، قال الله: ﴿ وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ [الزمر/65]

 وكلنا يعلم أن الله لا يغفر هذا الذنب أبدا: ﴿ إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا بَعِيدًا [النساء/116]: ﴿ إِنَّهُ مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصَارٍ [المائدة/72].

أيها المسلمون: إن جريمة الشرك هي أعظم جريمة تٌعمل على وجه الأرض، وإن الله يبغض هذه الجريمة بغضا عظيما ويبغض أهلها ويبغض كل من شارك فيها.

أيها الأخوة في الله: وإنَّا إذا ذكرنا الشرك سبق الشيطان إلى أذهاننا وقلوبنا فأوهمنا أن الشرك محصور في أهل الأضرحة والقبور والذبح لغير الله والاستغاثة بغير الله حتى يبعدنا عن الخطر الذي يتهدد قلوبنا، وإننا نتذاكر في هذه اللحظات الشرك الذي قد يقع منا وممن حولنا حتى لا نذهب بعيدا وحتى نجتهد في الرباط على ثغر القلب أن يدب إليها الشرك فإنه أخفى من دبيب النمل، إنا نتحدث الآن عن شرك قد يقع مني ومنك ومن جارك ومن أبيك وأخيك، فاحترس يا أخي فإنه الذنب الأعظم والجريمة الكبرى.

فمن ذلك أيها الأخوة في الله الشرك في الطاعة، قال الله: ﴿ وَإِنْ أَطَعْتُمُوهُمْ إِنَّكُمْ لَمُشْرِكُونَ (121)

قال شيخ الإسلام ابن تيمية: وهذا النوع من الشرك يقع كثيرا من المتفقهة وأصحاب المذاهب وأجناد الملوك وأتباع القضاة ويقع كثيرا مع الوالدين أو الأولاد أو الأزواج،  فمن أُمر بتحليل حرام أو تحريم حلال وهو يعلم أنه حرام أو حلال فأطاع المتبوع في الاعتقاد وفي العمل فحرم الحلال وأحل الحرام وعمل بذلك فقد اتخذ هذا المتبوع ربا من دون الله - عز وجل - وهذا هو الشرك الأكبر، ويقع كثيرا من أصحاب الكتب وأصحاب الأحزاب وأصحاب المذاهب، يعلمون أن متبوعيهم يحلون لهم الحرام ويحرمون لهم الحلال فيطيعونهم اعتقادا وعملا، ومن أتباع الملوك وجنودهم، وأما إن لم يعتقد تحريم الحلال وتحليل الحرام وإنما أطاع المخلوق في معصية الخالق فهو دون ذلك ولكنه وسيلة إلى الأول.

أيها الأخوة في الله: قال الله عن طاعة الوالدين:﴿ وَإِنْ جَاهَدَاكَ لِتُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا [العنكبوت/8]

وقال الله عن طاعة الأزواج والأولاد: ﴿ إِنَّ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ وَأَوْلَادِكُمْ عَدُوًّا لَكُمْ فَاحْذَرُوهُمْ [التغابن/14.

وقال الله عن طاعة الأحبار والرهبان والعلماء والدعاة في تبديل الدين: ﴿ اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ وَالْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ [التوبة/31]

عقد شيخ الإسلام بن عبد الوهاب - رحمه الله - كتابا نافعا في كتابه النافع [التوحيد الذي هو حق الله على العبيد] ((باب من أطاع العلماء والأمراء في تحريم الحلال وتحليل الحرام فقد اتخذهم  أربابا من دون الله))، وقول ابن عباس - رضي الله عنه -:  يوشك أن تنزل عليكم حجارة من السماء، أقول قال رسول الله وتقولون قال أبو بكر وعمر.

وقال أحمد: عجبت لقوم يعرفون الإسناد وصحته يذهبون إلى رأي سفيان والله - عز وجل - يقول: ﴿ فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ [النور/63].

قال الإمام: أتدري ما الفتنة؟ الفتنة الشرك لعله أن يرد شيئا مما جاء به الرسول فيقع في قلبه شيء من الزيغ فيهلك، ثم ذكر حديث عدي بن حاتم لما سمع هذه الآية فقال يا رسول الله لم نكن نعبدهم ، قال: أليسوا يحلون الحرام فتحلونه ويحرمون الحلال فتحرمونه؟ قال بلى، قال: فتلك عبادتهم، قال محمد بن عبد الوهاب: انظر كيف مثل ابن عباس بأبي بكر وعمر وهم أحب الناس إليه؟ وكيف مثل أحمد بسفيان الثوري وهو من أحب الناس إليه، فما بالك بمن دونهم؟

فيا إخوتي في الله الحذر الحذر، بعض الناس يطيع هؤلاء المفتين في تحليل الربا أو القمار أو التحايل على شرع الله أو على الغناء، يطيعهم اعتقادا وعملا ولا يعلم أن هذا شرك أكبر، وبعض الناس يطيع الولاة في تحريم الحلال وتحليل الحرام اعتقادا وعملا وتبديلا للدين ولا يعلم أن هذا شرك أكبر، فإن أطاعهم وهو يعتقد أن الحرام حراما والحلال حلالا كما أحله الله ورسوله وحرمه كان هذا في معصية الخالق لأجل طاعة المخلوق، وإن كان مكرها صادقا مجبرا على ذلك فهو معذور، وبعض الناس يطيع زوجته إذا أمرته بحلق لحيته أو بالسفر بها وبأولاده إلى بلاد الكفر أو بإدخال ما يغضب الله إلى بيته، يطيعها في معصية الله - عز وجل -، وبعض الزوجات تطيع زوجها في عدم الحجاب أو السفر إلى الخارج ونحو ذلك، وبعض العمال والموظفين يطيعون مكفوليهم أو رؤسائهم في ترك الصلاة مع الجماعة أو تأخير الصلاة عن وقتها ونحو ذلك.

وجماع ذلك كله أنه لا طاعة مستقلة إلا لله ورسوله، وأما من دونهم فإنما طاعتهم طاعة تبعية أذن الله بها وأمر بها إن لم تتعارض مع طاعة الخالق جل وعلا، طاعة الوالدين وولاة الأمور والزوج ونحو ذلك كلها مربوطة بأمر الله ورسوله، ولذلك قال الله: ﴿ أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ [النساء/59] فلم يكرر الفعل في أولي الأمر منكم وكرر فعل الطاعة في الأولين لأن طاعتهما طاعة مستقلة، من يطيع الرسول فقد أطاع الله.

 فيا إخوتي في الله: تدبروا في هذا الباب كثيرا واحرصوا قلوبكم منه، فإنه باب خطير للغاية في الطاعة وأنها سبب للشرك، وتدبروا قول الله - عز وجل -: ﴿ وَإِنْ أَطَعْتُمُوهُمْ إِنَّكُمْ لَمُشْرِكُونَ (121) واعرفوا تفاصيل ذلك فليس كل طاعة شركا، ولكن من الطاعة ما يكون شركا ومنه ما يكون وسيلة إلى الشرك ومنه ما يخدش كمال التوحيد.

ومن ذلك أيها الأخوة من الشرك الذي نخافه على أنفسنا وعلى من حولنا الشرك في المحبة وهو أن يغلب عليك حب الأبناء والآباء والعشائر والمساكن والأوطان، وتقدمه على حب الله ورسوله،.

أيها الأخوة في الله: إن محبة الله وحدها لا تكفي، فالمشركون يحبون الله كما قال الله: ﴿ وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَتَّخِذُ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَنْدَادًا يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللَّهِ [البقرة/165]، فأثبت أنهم يحبون الله ولم تنفعهم هذه المحبة حتى يكون معها الثاني وهو محبة ما يحبه الله وبغض ما يبغضه الله والمحبة في الله والبغض في الله فهذه هي النافعة بإذن الله، فإن قدمت محبوبات نفسك على محاب الله ورسوله فأنت على خطر عظيم، منه ما يكون شركا ومنه ما هو دون ذلك.

قال الله: ﴿قُلْ إِنْ كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُمْ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ [التوبة/24] والفسق قد يكون كفرا وقد يكون ما هو دون ذلك، ﴿ فَتَرَبَّصُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ، إن وجبت عليك الهجرة أو الدعوة أو الأمر بالمعروف أو النهي عن المنكر أو الجهاد في سبيل الله فتركته لأجل هذه الأصناف الثمانية فتربص حتى يأتي الله بأمره.

فاحذر يا عبد الله، احذر يا عبد الله، ومن ذلك أيها الأخوة شرك هو البحر الذي لا ساحل له، وقلما ينجو منه أحد وهو شرك الإرادات والنيات أن تعمل عملا لله فيه نصيب ولنفسك في نصيب وللجاه والدنيا نصيب ولطلب المنزلة عند الناس نصيب والله لا يخفى عليه شيء، ومن ذلك التزين في العلم وفي الدعوة وفي الكلام وفي العمل لأجل الناس ، فإن كان العمل كله للناس فهذا هو الكفر، قال الله: ﴿ مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا نُوَفِّ إِلَيْهِمْ أَعْمَالَهُمْ فِيهَا وَهُمْ فِيهَا لَا يُبْخَسُونَ (15) أُولَئِكَ الَّذِينَ لَيْسَ لَهُمْ فِي الْآخِرَةِ إِلَّا النَّارُ وَحَبِطَ مَا صَنَعُوا فِيهَا وَبَاطِلٌ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ [أهود/16].

ومن ذلك أيها الأخوة إرادة الإنسان بعمله الدنيا حتى ولو كان عملا صالحا، فلو كان يصل الرحم لا يريد بصلة الرحم إلا المدح والذكر الحسن وطول العمر وزيادة الرزق ولا يستحضر الثواب الأخروي فإن هذا شرك، ولو كان يتصدق لا يريد بذلك إلا المدح والثناء حتى يقال سخي وكريم أو يريد أن يدفع عنه مصارع السوء ولا يستحضر الله وثوابه في الصدقة فإن هذا من الشرك، سئل النبي - صلى الله عليه وسلم - عن حاتم الطائي فيما روي عنه: هل نفعه ذلك؟ قال: لا إنه أراد شيئا وبلغه" أراد الذكر الحسن وبلغه إلى يومنا هذا، وأما الله والدار الآخرة فلا تطرأ على باله.

فيا عباد الله: تنبهوا إلى هذه الأمور فإنها من أخطر الأشياء، ومن ذلك أرادة الإنسان بعمله المال، فيصلي ويعلم ويطلب العلم وليس له همة ولا مهمة إلا لأجل المال والدنيا ولا يفكر في الآخرة ولا يستحضر ثوابها فهذا من الشرك، وارجعوا إلى هذا الباب في كتاب التوحيد، باب من الشرك إرادة الإنسان بعمله الدنيا.

وارجعوا إلى الأصناف الأربعة التي ذكرها الإمام/ محمد بن عبد الوهاب فإن كثيرا من الناس واقع فيها وهو لا يدري.

ومن الشرك أيها الأخوة في الله: الشرك في العبادة وهذا أمره واضح ومنه الذهاب للسحرة والمشعوذين والكهان للسحر أو لحل السحر ونحو ذلك كله إشراك بالله - عز وجل -، ومن الشرك المنتشر في كل بلاد الدنيا حتى في هذه البلاد، حتى في هذا الحي منتشر هذا الشرك انتشارا فظيعا : ترك الصلاة ، ترك الصلاة هو شرك كما قال - صلى الله عليه وسلم -: بين الرجل وبين الكفر والشرك ترك الصلاة، ويدخل مع هذا المشرك من عظمه، تجد كثيرا من الناس إذا دخل تارك الصلاة إلى المجلس صدروه، وإن خطب زوجوه وإن قال سمعوا له ولا يرون هذا الشرك الذي هو فيه عيبا، لا يرونه عيبا، هم شركاء له في هذه الجريمة ورب الكعبة، قال تعالى: ﴿ فَلَا تَقْعُدُوا مَعَهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ إِنَّكُمْ إِذًا مِثْلُهُمْ ترك الصلاة هو الشرك كما قال أصحاب محمد - صلى الله عليه وسلم -، وكما قال - صلى الله عليه وسلم - وفهموه هم أنه الشرك الأكبر المخرج من الملة، يا له من شرك قد طبق الآفاق وقد عم السهل والجبل والوادي، ولا منكر إلا من رحم الله - عز وجل -.

 ومن الشرك أيها الأخوة في الله الشك في كفر المشرك لأنه عربي أو لأنه من البلاد الإسلامية أو لأنه من هذه البلاد فيتوقفوا في كفره وأعظم من ذلك من يتوقف في كفر اليهود والنصارى ونحوهم، وهذا قد دب إلى أبناء المسلمين بسبب الابتعاد وبسبب الذهاب إليهم ومخالطتهم وصدق والله عمر/: إنما يُنقض الإسلام عروة عروة إذا نشأ في الإسلام من لا يعرف الجاهلية، فمن شك في كفر المشرك فقد كذب الله ورسوله وأصبح مثلهم، ومن ذلك أيها الأخوة عدم مفارقة المشركين، وهذا واقع فيه كثير من الناس ولا يعلم أنه مثله.

روى الترمذي عن إسماعيل بن أبي خالد عن قيس بن أبي حازم عن جرير بن عبد الله البجلي أن النبي - صلى الله عليه وسلم -  قال: " أنا بريء ممن يقيموا بين أظهر المشركين، لا تتراءى نارهما ".

وروى أبا داود عن سمرة بن جندب أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: " من جامع المشرك أو سكن معه فهو مثله ".

وروى النسائي بسند جيد عن بهز بن حكيم عن أبيه عن جده أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: لا يستقيم إسلام عبد أو يفارق المشركين، أي حتى يفارق المشركين، فيا له من أمر قد عم وشاع وداع ممن يظن أنه إن لم يفعل الشرك قد برئ، ولا يعلم أنه لا يستقيم إسلامه حتى يجاهر بعداوتهم ويبرأ منهم ومن أفعالهم أو يفارقهم وإلا لا يستقيم إسلامه ورب الكعبة، ومن الشرك أيها الأخوة شرك الخوف، بعض الناس يخاف من المشهور بالعين خوف سر يظن أنه يقطع أجله أو يقطع رزقه أو يصيبه بمرض، فإذا اشتهر شخص بالعين انتشر الخوف منه أو الخوف من الجن أو الخوف من الخلق عامة كانوا أو خاصة، ملوكا أو غيرهم.

قال الإمام أحمد - رحمه الله -: " لو صحت قلوبكم ما خفتم إلا الله - عز وجل -"، قال الله: ﴿ وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ آمَنَّا بِاللَّهِ فَإِذَا أُوذِيَ فِي اللَّهِ جَعَلَ فِتْنَةَ النَّاسِ كَعَذَابِ اللَّهِ [العنكبوت/10] خاف من فتنة الناس ولم يخف من عذاب الله، قال الله: ﴿ فَلَا تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (175) ومن الشرك الإعراض عن تعلم التوحيد ومعرفة أنواع الشرك، فمن أعرض عن تعلم الأصل الذي يدخل به إلى الإسلام ومن ذلك هذه الأمور فإنه معرض، قال الله:  ﴿ ولَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيرًا مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ لَهُمْ قُلُوبٌ لَا يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لَا يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آذَانٌ لَا يَسْمَعُونَ بِهَا [ألأعراف/179]

وقال تعالى:﴿ وَالَّذِينَ كَفَرُوا عَمَّا أُنْذِرُوا مُعْرِضُونَ [الأحقاف/3]

ومن ذلك أيها الأخوة شرك الرجاء، تعلق الآمال بالمخلوق بوظيفة أو ترقية أو شيء، تعلق آمالك كلها به ولا تعلم أنه ما من دابة إلا ناصيتها بيد الله، هذا شرك في توحيدك فإن كان هذا الأمر لا يقدر عليه إلا الله كتعلق بعض المرضى بالأطباء في شفائهم فهذا هو الشرك الأكبر.

يا عباد الله: سئل الإمام الشيخ محمد بن إبراهيم - رحمه الله - عن كلمة ((أرجوك)) ففصل فيها ثم قال: والأولى أن تترك تأدبا مع الخالق - عز وجل -، وأما أنا متوكل على الله ثم عليك فهذه لا تصلح ولو كان فيها ثم، لأن التوكل هو تفويض الأمر لمن بيده الأمر، وهذا لا يصلح إلا لله - عز وجل -.

ومن ذلك أيها الأخوة الشك في كفاية الله - عز وجل -، بعض الناس إذا كان في رزق محرم كموظف البنوك وشركات التأمين والأفعال المحرمة قيل له: دع هذه الوظيفة قال: وعيالي ورزقي وراتبي، قال رجل من هؤلاء لسفيان الثوري هذا الكلام فقال له: أتظن أنك إن عصيت الله رزقك وإن أطعت الله قطع عنك الرزق؟ أنت من الظانين بالله ظن السوء.

ومن ذلك أيها الأخوة: اعتقاد سبب لم يجعله الله سببا، لا شرعا ولا قدرا وهذا كثير في الناس، ومن ذلك من يضع المصحف في سيارته ويعتقد أن هذا يرد الحادث عنه، هذا شرك بالله - عز وجل -، فإن اعتقد أن القرآن هو الذي يرد عنه الحوادث فهذا شرك أكبر، وإن اعتقد إن وضع المصحف في السيارة يرد الحادث عنه فهذا شرك أصغر؛ لأن هذا السبب لم يرد في كتاب الله ولا سنة رسوله ولا قدر الله أنه يرد الحوادث، والمصحف ورق وحبر والقرآن معظم ولكنه ليس بسبب.

ومن ذلك الاعتقاد في الأنواء، فإذا جاء برد أو مطر قالوا: دخل النجم الفلاني، فإن اعتقدوا أن النجم هو الذي يأتي بهذه الأشياء فهو شرك أكبر، وإن اعتقدوا أن دخول النجم سبب للبرد أو للمطر ونحو ذلك فهذا شرك أصغر، وإن اعتقدوا أنه وقت فهذا لا بأس به والأولى تركه أيضا سدا لذريعة الشرك، ومن ذلك أيها الأخوة: الدفاع عن المشركين بل ومسبة أهل الدين.

وإني لأعجب لأمر قد فشا في هذه الأزمان من بعض المؤرخين الذين هم أشباه المستشرقين، ومن بعض الكتبة الصحفيين ومن بعض أساتذة الجامعات، أتدرون ما قالوا؟ كبرت كلمة تخرج من أفواههم، عمدوا إلى الشيخ محمد بن عبد الوهاب يسبونه ويقولون أنه بالغ في وصف الشرك في نجد وإننا لا نتصور أن أجدادنا كانوا مشركين وإنا قد وجدنا لهم أوقاف ووصايا وكانوا يصومون ويحجون ونحو هذا الحمق، فعمدوا إلى مسبة أهل التوحيد والأنفة لأجدادهم أن يكونوا مشركين واتهام أهل التوحيد الخلص، يا لها من جريمة! يا لها من جريمة، قد تخرج صاحبها من الإسلام، أما الأنفة أن يكون أجدادك مشركين فرسول الله  - صلى الله عليه وسلم -  أكرم الخلق على الله أجداده بل ووالده وأمه من المشركين، فما أنت عنده، وأما أن أولئك عندهم أوقاف ووصايا ويصومون ويحجون فانظر إلى مشركي زمانك الآن، ها هم يصومون ويحجون وهم على الشرك، أأجدادك خير منهم؟ وأيضا أبو جهل وأبو لهب يصومون ويحجون ويعتكفون وهم على الشرك، ولكن إذا نشأ في الإسلام من لا يعرف الجاهلية عمد إلى مدح المشركين والدفاع عنهم بل والرجوع على أهل التوحيد ومسبتهم، يا لها من جريمة تُمارس على الصحف وفي قاعات الجامعات وفي أمكنة كثيرة أن يعودوا على أجدادهم أهل التوحيد بسبهم وعلى أجدادهم الأوائل الذين ظهر منهم شرك بالغضب لهم، وإنا لله وإنا إليه راجعون، إن هؤلاء نخشى أن يكونوا ممن قال الله فيهم: ﴿ أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ بَدَّلُوا نِعْمَتَ اللَّهِ كُفْرًا وَأَحَلُّوا قَوْمَهُمْ دَارَ الْبَوَارِ [إبراهيم/28].

عباد الله: إخواني أهل التوحيد: إذا سمعتم الشرك فلا يسبق الشيطان إلى قلوبكم ويقول: الشرك بعيد هنالك في الأقطار البعيدة، لا والله، الشرك بيننا ومن أعظمه ترك الصلاة، الشرك قد يقع منا، الشرك قد يقع من آبائنا وإخواننا ولذلك أعظم ما صُرفت فيه الأوقات تعلمه ونشره وتعليمه والبراءة منه ومن أهله ومفارقتهم.

اللهم اجنبنا وأبنائنا أن نعبد الأصنام، اللهم اجنبنا وأبنائنا ووالدينا أن نعبد الأصنام، اللهم نعوذ بك أن نشرك بك شيئا ونحن نعلم، ونستغفرك لما لا نعلم، اللهم نعوذ بك من الشرك يا رب العالمين، اللهم طهرنا منه وبرئنا منه وفقهنا فيه وفي أنواعه، اللهم اجعلنا من أهل التوحيد الخلص نحيا على ذلك ونموت عليه، اللهم نعوذ بك من الشرك كله، فإنه محبط للأعمال حاجب للمغفرة، نعوذ بك ونستغيث بك من هذا الشرك يا رب العالمين، اللهم إن أعظم جريمة حصلت على وجه الأرض هو الإشراك بك وأنت الخالق الرازق المحيي المميت نعوذ بك أن نكون ممن شارك في هذه الجريمة، اللهم صلي على عبدك ورسولك محمد.
أبو لقمان
أبو لقمان

المساهمات : 231
تاريخ التسجيل : 06/11/2015

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى