معا لنصرة النبي صلى الله عليه وسلم
إدارة منتدى معا لنصرة النبي صلى الله عليه وسلم ترحب يالسادة الزائرين
ونتمنى مشاركتكم معنا في نصرة النبي فقط قم بالتسجيل في المنتدى وشارك مواضيعك
الدال على الخير كفاعلة
شكراً لزيارتكم

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

معا لنصرة النبي صلى الله عليه وسلم
إدارة منتدى معا لنصرة النبي صلى الله عليه وسلم ترحب يالسادة الزائرين
ونتمنى مشاركتكم معنا في نصرة النبي فقط قم بالتسجيل في المنتدى وشارك مواضيعك
الدال على الخير كفاعلة
شكراً لزيارتكم
معا لنصرة النبي صلى الله عليه وسلم
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
المواضيع الأخيرة
» ستة شوال وما يتعلق بها من أحكام
أهل الجمــاعة Emptyالثلاثاء يونيو 11, 2019 5:54 pm من طرف سامي فؤاد

» وَكُونُوا عِبَادَ اللَّهِ إِخْوَانًا
أهل الجمــاعة Emptyالجمعة أبريل 26, 2019 6:24 am من طرف سامي فؤاد

» أحكام الحيض والنفاس والاستحاضة
أهل الجمــاعة Emptyالسبت أبريل 06, 2019 1:24 am من طرف سامي فؤاد

» المغالاة في المهور
أهل الجمــاعة Emptyالأربعاء أكتوبر 10, 2018 5:38 am من طرف سامي فؤاد

» شرح حديث ثلاثة لا يكلمهم الله يوم القيامة
أهل الجمــاعة Emptyالسبت سبتمبر 08, 2018 6:00 am من طرف سامي فؤاد

» أحكام الهدية وهدايا الخاطب والنقوط
أهل الجمــاعة Emptyالسبت سبتمبر 08, 2018 5:58 am من طرف سامي فؤاد

» رسالة إلى الشباب
أهل الجمــاعة Emptyالسبت سبتمبر 08, 2018 5:56 am من طرف سامي فؤاد

» رسالة إلى الخاطب
أهل الجمــاعة Emptyالسبت سبتمبر 08, 2018 5:55 am من طرف سامي فؤاد

» الأضحية أحكام وشروط
أهل الجمــاعة Emptyالسبت أغسطس 11, 2018 6:12 am من طرف سامي فؤاد


أهل الجمــاعة

اذهب الى الأسفل

أهل الجمــاعة Empty أهل الجمــاعة

مُساهمة من طرف أبو لقمان الأحد يونيو 26, 2016 3:25 pm



وصف المادة

عنوان الخطبة

                          أهل الجماعة

التصنيف

توحيد ومنهج

تاريخ الإضافة

28-10-1428 هـ

رابط الاستماع






الخطبة الأولى

 

إن الحمد لله، نحمده ونستعينه، ونستغفره ونتوب إليه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، من يهدِ الله فلا مضل له، ومن يضل فلا هادِي له.

وأشهد أن لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبد الله ورسوله، صلى الله عليه وسلم تسليمًا كثيرا.

أيها المسلمون: اتقوا الله تعالى حق التقوى.

 واعلموا: أن أصدق الحديث كتاب الله تعالى، وأحسن الهدي هدي رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، واعلموا أن وشر الأمور محدثاتها، واعلموا أن كل محدثة في دين الله بدعة وأن كل بدعة ضلالة.

أعوذ بالله من الشيطان الرجيم

﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ (102) وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنْتُمْ عَلَى شَفَا حُفْرَةٍ مِنَ النَّارِ فَأَنْقَذَكُمْ مِنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ (103) وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (104) وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَاخْتَلَفُوا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَأُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ (105) يَوْمَ تَبْيَضُّ وُجُوهٌ وَتَسْوَدُّ وُجُوهٌ [آل عمران/106]

قال ابن عباس - رضي الله عنه -: ((تبيض وجوه أهل السنة والجماعة، وتسود وجوه أهل الفُرقة والبدعة والخلاف))، أخذها - رضي الله عنه - مما سبقها من الآيات.

أيها الأخوة في الله: إن كثيرا من الناس يقول إن أهل الحق لما تفرقت هذه الأمة إلى ثلاث وسبعين فرقة سموا أهل السنة والجماعة هم الفرقة الناجية.

أما تسميتهم بأهل السنة فهذا واضح أنهم بقوا على الأمر الأول وعلى السنة الأولى التي تركهم عليها - صلى الله عليه وسلم - ولكن لما يوصفون بأهل الجماعة هل هذا من أخص أوصافهم؟ لما قيل لهم أهل السنة والجماعة؟

يا عباد الله: إن هذا والله أخص أوصاف أهل الحق، إن هذا والله أخص أوصاف أهل الحق وأوضح علاماتهم أنهم أهل الجماعة، أنهم أهل الجماعة، يحبون الجماعة ويسعون إلى الجماعة، الجماعة الحق.

ولنبدأ الأمر من أوله: كان الناس عشرة قرون كلهم على جماعة واحدة على التوحيد على السنة منذ أن أُهبط أبونا آدم إلى هذه الأرض إلى قبيل عهد نوح وهم جماعة واحدة لم يتفرقوا وإن كان فيهم من يعص الله إلا أنهم جماعة.

فلما أُحدثت تلك الصور وتلك البدع وذلك الشرك بدأت أول فرقة في هذه الأمة، في بني آدم، ثم بعث الله نوحا حتى يرد الناس إلى الجماعة، لأن الجماعة هي التوحيد، الجماعة هي السنة، وسبحان الله، أهل الشرك وأهل البدعة قد استقروا على هذا الأمر المحدث فرأوا أن نوحا فرق جماعتهم فقالوا له: فرقت جماعتنا، وهكذا كل نبي وكل رسول وكل وريث رسول إذا جاء يرد الناس إلى الأمر الأول إلى الجماعة الحقيقية قالوا: فرقت جماعتنا، يرمونه بدائهم، هم والله الذين فرقوا الجماعة، من أحدث في أهل التوحيد فرقا وأحزابا وبدعا وأهواء أو أحدث حدثا أو أوى محدثا فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين، هو الذي فرق الجماعة، فإذا جاء من يردهم إلى الجماعة قالوا فرقت الجماعة، أنتم الآن لستم على الجماعة كما قال - صلى الله عليه وسلم -، وإن كنتم متجمعون ولكن التجميع ليس هو الجماعة، الجماعة جماعة القلوب على التوحيد والسنة، وهكذا كل الرسل، وقد بين الله هذا في كتابه:

فقال: ﴿ وَمَا كَانَ النَّاسُ إِلَّا أُمَّةً وَاحِدَةً فَاخْتَلَفُوا وَلَوْلَا كَلِمَةٌ سَبَقَتْ مِنْ رَبِّكَ لَقُضِيَ بَيْنَهُمْ [يونس/19]

وقال الله في سورة البقرة: ﴿ كَانَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً يعني على التوحيد أي فاختلفوا أيضا كما ذكرها في سورة يونس.

قال الله: ﴿ فَبَعَثَ اللَّهُ النَّبِيِّينَ مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ[البقرة/213] حتى يردوهم إلى تلك الأمة الواحدة إلى الجماعة، وهكذا كل الرسل، كل الرسل تأتي بالجماعة، تأتي بما يجمع الناس على الحق وهكذا أتباع الرسل، لما أنقذ الله بني إسرائيل ذهب موسى ليأتي لهم بالعز والشرف والهدى والنور، ليأتي لهم بالتوراة فعبدوا العجل من بعده، فلما رجع موسى إلى قومه غضبان أسفا" غضب على أخيه هارون - عليه السلام - وهو نبي فقال: ﴿قَالَ يَا هَارُونُ مَا مَنَعَكَ إِذْ رَأَيْتَهُمْ ضَلُّوا (92) أَلَّا تَتَّبِعَنِ أَفَعَصَيْتَ أَمْرِي (93) قَالَ يَبْنَؤُمَّ لَا تَأْخُذْ بِلِحْيَتِي وَلَا بِرَأْسِي إِنِّي خَشِيتُ أَنْ تَقُولَ فَرَّقْتَ بَيْنَ بَنِي إِسْرَائِيلَ [طه/94] كان هارون - عليه السلام - يعلم أن أشد شيء على موسى هو فُرقة بني إسرائيل فقال: ﴿ إِنِّي خَشِيتُ أَنْ تَقُولَ فَرَّقْتَ بَيْنَ بَنِي إِسْرَائِيلَ ولكن بني إسرائيل هم الذين تفرقوا فأصبح منهم موحد ومنهم مشرك عابد ل لعجل وهارون لم يمكث معهم على منكرهم وحاشاه ﴿ وَلَقَدْ قَالَ لَهُمْ هَارُونُ مِنْ قَبْلُ يَا قَوْمِ إِنَّمَا فُتِنْتُمْ بِهِ وَإِنَّ رَبَّكُمُ الرَّحْمَنُ فَاتَّبِعُونِي وَأَطِيعُوا أَمْرِي [طه/90] ولكن موسى قال له: ﴿ مَا مَنَعَكَ إِذْ رَأَيْتَهُمْ ضَلُّوا أَلَّا تَتَّبِعَنِ تتركهم كلهم وتتبعني.

يا عباد الله: ديننا دين الجماعة، الجماعة هي ألفة القلوب، الجماعة هي طهارة القلوب من الغل من الفرقة من الألقاب من السباب من الشتائم، الجماعة هي النصيحة لأئمة المسلمين وعامتهم، الجماعة هي محبة الخير للمسلمين.

قال - صلى الله عليه وسلم - في المجمع الأعظم يوم عرفة: ((ثلاث لا يغل عليهن قلب مسلم))، لا يغل معهن قلب مسلم: هذه الثلاث تخرج الغل من القلب وتغسل القلب حتى يكون طاهرا محبا الخير للمسلمين: ((إخلاص العمل لله ولزوم جماعة المسلمين فإن دعوتهم تحيط من ورائهم)) فيصيبك الخير معهم والفضل معهم والرحمة معهم ((ومناصحة من ولاه الله أمركم))، إن فعلتم ذلك خرج الغل من قلوبكم، وإن كان فيكم شعبة من هذه جاء فيكم شعبة من الغل.

ولذلك قال أبو قلابة: ((ما ابتدع رجل بدعة إلا استحل السيف على أمة محمد وإن رأيتموه درويشا ضعيفا إلا أن قلبه قد امتلأ بالغل على أمة محمد))، والله ما ابتدع رجل بدعة إلا استحل دماء المسلمين، لأنه لما انفرد عنهم بالبدعة والهوى والحزب والطائفة غل عليهم، ويؤول أمره أن يستحل دماءهم.

قال أيوب: ((وكان والله أبو قلابة من الفقهاء ذوي الألباب يعرفون حقائق الأمور)).

قال - صلى الله عليه وسلم -: ((يد الله على الجماعة ومن شذ شذ في النار)).

وقال: ((من مات وليس في عنقه بيعة فميتة جاهليه)).

وقال: ((من فارق الجماعة قيد شبر خلع ربقة الإسلام من عنقه)).

وأمرنا بالصبر على جور السلطان ليس لأجل السلطان والله ولكن لأجل الجماعة، أمرنا أن نترك حقوقنا وإن ضربت ظهورنا وأُخذت أموالنا ليس لأجل السلطان وإنما لأجل الجماعة، والجماعة لأجل الدين.

قال عمر: ((لا إيمان إلا بجماعة))، كل عاقل يعرف أن هذا حق، لا إيمان إلا بجماعة، ومن شك فلينظر في حال إخوانه وجيرانه في العراق لما ذهبت الجماعة ذهب الدين كله، فلم يستطيعوا صلاة ولا حجا ولا عمرة ولا دعوة ولا جمعة ولا عيدا، والسعيد من وُعظ بغيره.

قال عمر: ((ولا جماعة إلا بإمام))، وسبعين ليلة مع إمام ظالم خير من ليلة واحدة بدون إمام، ومن شك في ذلك فليتعظ بأهل العراق

أيضا قال عمر: ((ولا إمام إلا بسمع وطاعة))، فالسمع والطاعة من الإيمان.

قال عمر: ((والله إن ما تكرهونه بالجماعة خير مما تحبونه في الفرقة))، هذا المحدث الملهم، والله إن ما تكرهونه بالجماعة خير مما تحبونه في الفرقة.

وقال حذيفة: ((كان الناس يسألون النبي - صلى الله عليه وسلم - عن الخير وكنت أسأله عن الشر مخافة أن يدركني قلت يا رسول الله:إِنَّا كُنَّا فِي جَاهِلِيَّةٍ وَشَرٍّ، فَجَاءَنَا اللَّهُ بِهَذَا الْخَيْرِ، فَهَلْ بَعْدَ هَذَا الْخَيْرِ مِنْ شَرٍّ ؟ قَالَ: « نعَمْ . » قُلْتُ: وَهَلْ بَعْدَ ذَلِكَ الشَّرِّ مِنْ خَيْرٍ ؟ قَالَ:« نَعَمْ وَفِيهِ دَخَنٌ . » قُلْتُ: وَمَا دَخَنُهُ ؟ قَالَ: « قَوْمٌ يَهْدُونَ بِغَيْرِ هَدْيِي، تَعْرِفُ مِنْهُمْ وَتُنْكِرُ » . قُلْتُ: فَهَلْ بَعْدَ ذَلِكَ الْخَيْرِ مِنْ شَرٍّ ؟ قَالَ: « نَعَمْ، دُعَاةٌ إِلَى أَبْوَابِ جَهَنَّمَ مَنْ أَجَابَهُمْ إِلَيْهَا قَذَفُوهُ فِيهَا » . قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ صِفْهُمْ لَنَا . فَقَالَ: « هُمْ مِنْ جِلْدَتِنَا وَيَتَكَلَّمُونَ بِأَلْسِنَتِنَا » . قُلْتُ: فَمَا تَأْمُرُنِي إِنْ أَدْرَكَنِي ذَلِكَ ؟ قَالَ: « تَلْزَمُ جَمَاعَةَ الْمُسْلِمِينَ وَإِمَامَهُمْ »)) هذه العصمة لك والرحمة لك وهو الحريص علينا - صلى الله عليه وسلم -، وإن كان في الجماعة ما كان فيها: ((« تَلْزَمُ جَمَاعَةَ الْمُسْلِمِينَ وَإِمَامَهُمْ » قُلْتُ: فَإِنْ لَمْ يَكُنْ لَهُمْ جَمَاعَةٌ وَلَا إِمَامٌ)) . لم يقل التحق بتلك الفرق قَالَ:(( فَاعْتَزِلْ تِلْكَ الْفِرَقَ كُلَّهَا، وَلَوْ أَنْ تَعَضَّ بِأَصْلِ شَجَرَةٍ حَتَّى يُدْرِكَكَ الْمَوْتُ وَأَنْتَ عَلَى ذَلِكَ)) .

 يا عباد الله: تأملوا في ديننا هذا التوحيد هو دين الجماعة، هذه الصلاة لا تصلح إلا جماعة وقد هم - صلى الله عليه وسلم - إن يحرق بيوت أناس لا يصلون مع الجماعة، ومن ترك الجماعة فإثمه عظيم، إثمه عند الله عظيم، ومن العلماء من قال تبطل صلاته إلا في الجماعة إلا من عذر، ثم هذه الجماعة مرتبة فأنت وجيرانك والأقربين تجتمعون في اليوم خمس مرات، وحيكم والأحياء المجاورة تجتمعون في الأسبوع مرة، وأهل البلد يجتمعون في السنة مرة في العيد، وأمة محمد من كل البلدان يجتمعون في عرفة وفي الحج، ديننا دين الجماعة.

وكذلك في الزكاة، الأموال الظاهرة تُدفع للإمام لأنه رمز الجماعة، وأيضا تُؤخذ من أغنياء الجماعة وترد إلى فقرائهم، فالزكاة من مظاهر الجماعة.

والصيام أيضا لماذا؟ الصوم يوم يصوم الناس والفطر يوم يفطرون والأضحى يوم يضحون وإن رأيت الهلال بعينك لا تصم دون الناس ولا تفطر دونهم، فإن هذه الشعائر مع الجماعة، والحج هو الجماعة العظمى، يجتمع فيه أهل الإسلام من أنحاء المعمورة، دين الجماعة ورب الكعبة.

فطوبى لعبد طاهر القلب بريء من الغل يحب جماعة المسلمين، وإن كان فيهم ما فيهم فأصحاب محمد والتابعين ومن بعدهم لزموا الجماعة وإن كانوا قد رأوا أمورا عظاما من الولاة ومن الشعب ولكنهم لزموا الجماعة، لزموا الجماعة وتأملوا في سيرهم، ولزوم الجماعة هو الخير.

 قال - صلى الله عليه وسلم -: ((إلا أن تروا كفرا بواحا عندكم فيه من الله برهان)) وأيضا عندكم قدرة وعندكم من هو أحسن منه، شروط صعبة لأن الجماعة كل من أراد أن يفرقها فإنما يسفك الدماء ويزيد الأمر شرا كما قال شيخ الإسلام: ((تتبعت تاريخ المسلمين فكل من قام على إمام له سلطة تامة كان ولم يرى منه كفرا بواحا كان ما أفسد أكثر مما أصلح))، في تاريخ المسلمين كافة وهذه وصية النبي - صلى الله عليه وسلم -.

فيا عبد الله: أما أنت فاختبر نفسك، فإن أخص خصائص الفرقة الناجية أنهم أهل السنة وأهل الجماعة، ليس في قلوبهم غل على جماعة المسلمين ولا أئمة المسلمين ولا علماء المسلمين يسمعون ويطيعون فيما أحبوا وكرهوا، في المنشط والمكره والعسر واليسر.

وأيضا من أتاكم وأمركم جميع يريد أن يفرق جماعتكم ويشتت شملكم فحرض الإمام أن يضربه بالسيف كائنا من كان وأما أنتم فحذروا الناس منه، حذروا هذا الذي يريد أن يجعلكم جماعات وقد جمعكم الله على جماعة واحدة، حذروا منه واحذروه إنما يريد الشر من أراد أن يفرقنا إلى أحزاب ولو كانت باسم الإسلام.

من أراد أن يفرقنا إلى قبائل وتعصبات، القبائل موجودة ولكنها للتعارف كما قال الله: ﴿لِتَعَارَفُوا وأما الولاء والحب والبغض فلله ورسوله والمؤمنين، ﴿ إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ [المائدة/55] من أراد أن يفرقنا لا نأذن له بذلك، بل نجاهد الله فيه وهذا والله أعظم الجهاد، ولئن توانينا لتسفكن الدماء ولتتفرقن الجماعة، كنا في هذه الدولة فرقا وأحزابا وشيعا يقتل بعضنا بعضا حتى جاء الله بهذا الخير، جماعة وعلى توحيد وعلى سنة وعلماء صادقون، فلماذا يأتي من يأتي ليفرقنا ويعيدنا إلى الجاهلية من جديد؟ هذه والله دعوة الجاهلية، طوبى لعبد ناصح لله ورسوله ولكتابه ولأئمة المسلمين وعامتهم، كما أن أخص خصائص المشركين هي الفرقة.

قال الله: ﴿ وَلَا تَكُونُوا مِنَ الْمُشْرِكِينَ (31) مِنَ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ [الروم/32]

وقال الله: ﴿ فَتَقَطَّعُوا أَمْرَهُمْ بَيْنَهُمْ زُبُرًا كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ [المؤمنون/53].

وقال الله: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا لَسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ إِنَّمَا أَمْرُهُمْ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ يُنَبِّئُهُمْ بِمَا كَانُوا يَفْعَلُونَ [الأنعام/159].

اللهم اجعلنا أنصح الناس لك ولكتابك ولرسولك ولأئمة المسلمين وعامتهم، اللهم ارزقنا طهارة القلوب، اللهم ارزقنا طهارة القلوب، ومحبة الجماعة وجهاد من حاول تفريق الجماعة يا رب العالمين، اللهم لا تفرق شملنا ولا تشتت جمعنا، اللهم ومن أراد تشتيتنا بأحزاب وفرق فاردد كيده في نحره وافضحه على رءوس الأشهاد يا رب العالمين، اللهم أشغله بنفسه عن المسلمين وعن تفريق المسلمين أنت حسبنا ونعم الوكيل، أقول ما تسمعون وأستغفر الله لي ولكم فاستغفروه.





الخطبة الثانية

الحمد لله رب العالمين والعاقبة للمتقين ولا عدوان إلا على الظالمين، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمد عبد الله ورسوله - صلى الله عليه وسلم -.

أيها المسلمون: لزوم الجماعة شيء ولزوم الحق داخل الجماعة شيء، فأن تلزم جماعة المسلمين لا تفارقهم فتغل عليهم ولكنهم إذا تركوا الحق فلا تترك أنت الحق فإنك أنت يومئذ أنت الجماعة.

قال عمرو بن ميمون الأودي: ((جاءنا معاذ بن جبل ونحن باليمن على عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - معلما وداعيا قال: فوقع حبه في قلبي فلزمته باليمن ثم بالحجاز ثم بالشام حتى واريته التراب ثم سألت من أفقه الناس؟ قالوا: عبد الله بن مسعود، فذهبت إليه بالعراق فلزمته أيضا، فقال لنا يوما: إنه سيلي عليكم أمراء يؤخرون الصلاة عن وقتها فإذا فعلوا ذلك فصلوا في بيوتكم الفريضة في وقتها ثم صلوا معهم)) تأملوا: ((ثم صلوا معهم وهي لكم نافلة،)) حتى لا تفارقون الجماعة، قال عمرو: ((فقلت ما أعجب ما تحدثون يا أصحاب محمد، قال: وما ذاك؟ قلت كثيرا ما تؤمروننا)) تأملوا: ((كثيرا ما تأمروننا بالجماعة وأن يد الله مع الجماعة ثم أنت الآن تقول صلي الفريضة في بيتك وصلي معهم نافلة، قال يا عمرو بن ميمون: كنت أظن أنك من أعقل هذا البلد أو أفقههم، يا عمرو بن ميمون إن جمهور الناس قد فارقت الجماعة وإن الجماعة ما وافق الحق وإن كنت وحدك،)) قال نعيم بن حماد: ((يعني إذا فسدت الجماعة فعليك بما كان عليه الجماعة قبل أن يفسدوا فأنت حينئذ الجماعة))، إلزم الحق وإن كنت وحدك ولا تفارق جماعة المسلمين.

أحمد بن حنبل لزم الحق وكان وحده ولم يفارق جماعة المسلمين، عُرضت عليه عروض وإغراءات ممن أراد الفتنة فرفض وقال: سفك الدماء ليس فيه خير، والجماعة كلها خير بل نصبر حتى يستريح برا أو يستراح من فاجر، - رضي الله عنهم - كانوا أهل آخرة لم يكونوا أهل دنيا.

فيا عباد الله: من جاءنا الآن يقول أريد أن أخرج إلى العراق لأنصر إخواني فإنا نقول له كما قال - صلى الله عليه وسلم - لحذيفة: إلزم جماعة المسلمين وإمامهم، لا تفارق جماعتك التي أنت فيها وإمامها والنصرة يُخاطَب بها الإمام فإن قصر فأنت بريء هو أعلم بالمصالح والمفاسد، لا تخرج من قبل نفسك مراغما للجماعة وللإمام دون إذن كمن خرج من بيت أبيه كان في بيت أبيه إن احتاج ساعده وإن رأى عليه خطأ نصحه ثم خرج من بيت أبيه مراغما له، ستضيق عليه الأرض بما رحبت، وهكذا نحن في هذه الدولة في بيت كبير لنا ولي أمر كما أن أبوك هو ولي أمرك، فمن فارق البيت الكبير مراغما لهم ضاقت عليه الأرض بما رحبت وتخطفته والله شياطين الإنس، إنما يأكل الذئب من الغنم القاصية كما قال - صلى الله عليه وسلم -، إذا كان هو القاصية تخطفته شياطين الإنس عصابات ودول ومخابرات ولا يدري في يد من هو لأنه فارق الجماعة، ومن كان من أهل العراق قيل له من جاءك في بيتك ادفع عن نفسك بالذي تستطيع وإلا فاعتزل تلك الفرق كلها كما أوصاك - صلى الله عليه وسلم - في حديث حذيفة، حتى يستريح بر ويستراح من فاجر ويأتي الله بالجماعة على التوحيد وعلى السنة.
اللهم اجمع المسلمين على الحق وعلى التوحيد يا رب العالمين، اللهم اجمعهم على السنة، اللهم إنه لا جماعة إلا على كلمة التوحيد وعلى الإسلام والسنة اللهم فاجمعنا واجمع المسلمين عليها يا رب العالمين، اللهم من أراد تفريق كلمتنا وتشتيت جماعتنا اللهم أرنا فيه عجائب قدرتك، اللهم أرنا فيه عجائب قدرتك، اللهم أرنا فيه عجائب قدرتك، اللهم إنا نعوذ بك من دعوى الجاهلية، نعوذ بك من دعوى الجاهلية، وفرقة الجاهلية وعصبية الجاهلية ونسألك جماعة الإسلام وطهارة القلوب والنصيحة لأئمة المسلمين وعامتهم ولزوم جماعة المسلمين فإن دعوتهم تحيط من ورائهم والرحمة تغشاهم من عندك يا رب العالمين، اللهم اهدنا وسددنا، اللهم اهدنا وسددنا، اللهم اهدنا وسددنا، ولا تكلنا لأنفسنا طرفة عين، اللهم إنَّا نسألك بأنا نشهد بأنك أنت الله لا إله إلا أنت، أنت الغني ونحن الفقراء اللهم أنزل علينا الغيث ولا تجعلنا من القانطين، اللهم أنزل علينا الغيث ولا تجعلنا من القانطين، اللهم أنزل علينا الغيث ولا تجعلنا من القانطين، اللهم أغثنا، اللهم أغثنا، اللهم أغثنا، اللهم أغثنا، اللهم أغثنا، اللهم عاملنا بما أنت أهله ولا تعاملنا بما نحن أهله إنك أهل التقوى وأهل المغفرة، اللهم أنبت لنا الزرع وأدر لنا الضرع وأرنا آثار رحمتك كيف تحيي الأرض بعد موتها، اللهم لا يؤاخذنا بذنوبنا ولا بما فعل السفهاء منا، اللهم صلي وسلم على عبدك ورسولك محمد
أبو لقمان
أبو لقمان

المساهمات : 231
تاريخ التسجيل : 06/11/2015

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة


 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى