معا لنصرة النبي صلى الله عليه وسلم
إدارة منتدى معا لنصرة النبي صلى الله عليه وسلم ترحب يالسادة الزائرين
ونتمنى مشاركتكم معنا في نصرة النبي فقط قم بالتسجيل في المنتدى وشارك مواضيعك
الدال على الخير كفاعلة
شكراً لزيارتكم

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

معا لنصرة النبي صلى الله عليه وسلم
إدارة منتدى معا لنصرة النبي صلى الله عليه وسلم ترحب يالسادة الزائرين
ونتمنى مشاركتكم معنا في نصرة النبي فقط قم بالتسجيل في المنتدى وشارك مواضيعك
الدال على الخير كفاعلة
شكراً لزيارتكم
معا لنصرة النبي صلى الله عليه وسلم
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
المواضيع الأخيرة
» ستة شوال وما يتعلق بها من أحكام
حقيقة الإيمان Emptyالثلاثاء يونيو 11, 2019 5:54 pm من طرف سامي فؤاد

» وَكُونُوا عِبَادَ اللَّهِ إِخْوَانًا
حقيقة الإيمان Emptyالجمعة أبريل 26, 2019 6:24 am من طرف سامي فؤاد

» أحكام الحيض والنفاس والاستحاضة
حقيقة الإيمان Emptyالسبت أبريل 06, 2019 1:24 am من طرف سامي فؤاد

» المغالاة في المهور
حقيقة الإيمان Emptyالأربعاء أكتوبر 10, 2018 5:38 am من طرف سامي فؤاد

» شرح حديث ثلاثة لا يكلمهم الله يوم القيامة
حقيقة الإيمان Emptyالسبت سبتمبر 08, 2018 6:00 am من طرف سامي فؤاد

» أحكام الهدية وهدايا الخاطب والنقوط
حقيقة الإيمان Emptyالسبت سبتمبر 08, 2018 5:58 am من طرف سامي فؤاد

» رسالة إلى الشباب
حقيقة الإيمان Emptyالسبت سبتمبر 08, 2018 5:56 am من طرف سامي فؤاد

» رسالة إلى الخاطب
حقيقة الإيمان Emptyالسبت سبتمبر 08, 2018 5:55 am من طرف سامي فؤاد

» الأضحية أحكام وشروط
حقيقة الإيمان Emptyالسبت أغسطس 11, 2018 6:12 am من طرف سامي فؤاد


حقيقة الإيمان

اذهب الى الأسفل

حقيقة الإيمان Empty حقيقة الإيمان

مُساهمة من طرف أبو لقمان الأحد يونيو 26, 2016 3:14 pm

بسم الله الرحمن الرحيم



وصف المادة

عنوان الخطبة

                        حقيقة الإيمان

التصنيف

توحيد ومنهج

تاريخ الإضافة

22-11-1429 هـ

رابط الاستماع






الخطبة الأولى

 

إن الحمد لله، نحمده ونستعينه، ونستغفره ونتوب إليه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، من يهدِ الله فلا مضل له، ومن يضل فلا هادِي له.

وأشهد أن لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبد الله ورسوله، صلى الله عليه وسلم تسليمًا كثيرا.

أما بعد:

أيها الناس: اتقوا الله تعالى حق التقوى، اتقوا الله تعالى حق التقوى، فإن سعادة الدنيا والآخرة قد رُتبت على تقوى الله تعالى بفعل أوامره والكف عن حدوده ونواهيه، فمن فعل ذلك فقد أفلح من يطع الله ورسوله فقد رشد، ومن يعص الله ورسوله فلن يضر إلا نفسه ولن يضر الله شيئا.

ثم واعلموا: أن خير الحديث كتاب الله وأحسن الهدي هدي رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وأن شر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة.

أيها الأخوة في الله: إنه لن يدخل الجنة إلا نفس مؤمنة، شرط شرطه الله لما خلق الجنة وغرسها بيده - جل جلاله -، جعل من شرطها ألا يدخلها إلا أهل الإيمان ولذلك كان السلف يقولون ((أنا مؤمن إن شاء الله)) يعني عند الله، لأنك إن جزمت أنك مؤمن عند الله فقل أنا في الجنة، فمن كان مؤمنا في حكم الله فهو في الجنة كما وعد الله تعالى، لكنا لا ندري ما الخاتمة، فنقول: نحن مؤمنون إن شاء الله كما استثنى ابن مسعود وغيره من الصحابة.

أيها الأخوة في الله: وإذا كان هذا شرط دخول الجنة فلا بد من معرفة الحقيقة حقيقة الإيمان فإن هذا أوجب ما على المسلم أن يعرفه، ولذا سأل عنه أفضل الملائكة أفضل البشر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في حديث جبريل العظيم الذي هو حديث الدين قال فيه - صلى الله عليه وسلم -: ((هذا جبريل أتاكم يعلمكم أمر دينكم))، سأله عن الإسلام وعن الإيمان وعن الإحسان وعن الساعة، وهذه التي تهم المؤمن.

فالإيمان - أيها الأخوة - هو قول وعمل، الإيمان عند أصحاب محمد - صلى الله عليه وسلم - ومن تبعهم من خيار هذه الأمة هو قول وعمل، العمل ركن ركين في الإيمان، والقول ركن ركين في الإيمان، لا يجزي أحدهما عن الآخر، وبعض العلماء يزيد: ((ونية)) وهي مفهومة من السابق لأن القول قولان والعمل عملان، فالقول: قول اللسان، وقول القلب. والعمل: عمل الجوارح، وعمل القلب. لا يجزي شيء عن شيء كما قال الشافعي بإجماع العلماء ((بأنه لا يجزي شيء عن شيء)) .

فأما قول القلب: فهو التصديق أي يصدق القلب بالله وبملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر والقدر خيره وشره وحلوه ومره، فمن لم يصدق قلبه بذلك فليس بمؤمن.

وقول اللسان: هو النطق بالشهادتين أن يشهد ((أن لا إله إلا الله وأن محمد رسول الله)) بلسانه فمن لم يفعل ذلك بلسانه بدون عذر فليس بمؤمن.

وأما عمل القلب: فهو أن يكون في القلب أصل حب الله وخوفه ورجائه والتوكل عليه أصول هذه الأشياء لا بد أن تكون في قلبك، وإلا فليس بمؤمن.

وأما عمل الجوارح: فهو الصلاة هي الحد الأدنى، فمن لم يصلي فليس بمؤمن من لم يصلي ليس من أهل الإيمان وليس من أهل الإسلام بإجماع أصحاب محمد - صلى الله عليه وسلم -.

ولذا جمع الله هذا في آية واحد، قال تعالى: ﴿ فَلَا صَدَّقَ بقلبه وبلسانه ﴿ وَلَا صَلَّى، هذا الحد الأدنى ممن يصح أن يطلق عليه اسم الإيمان ﴿ فَلَا صَدَّقَ وَلَا صَلَّى (31) وَلَكِنْ كَذَّبَ وَتَوَلَّى [القيامة/23] فجعل ضد التصديق التكذيب، وضد الصلاة التولي وهذا الذي يفسر كلام الله، لما قال الله: ﴿ فَأَنْذَرْتُكُمْ نَارًا تَلَظَّى (14)لَا يَصْلَاهَا إِلَّا الْأَشْقَى (15) الَّذِي كَذَّبَ وَتَوَلَّى [الليل/16] من الذي كذب وتولى؟ فسرها الله: أي الذي لم يأت بالتصديق بقوله ولسانه ولم يأت بالصلاة، فهذا الذي كذب وتولى، هذا هو صاحب النار، هؤلاء هم أهلها الذين هم أهلها لا يخرجون منها، نسأل الله العفو السلامة.

وقد وضح ذلك رسولنا - صلى الله عليه وسلم - بأوضح شيء فقال: ((بين الرجل وبين الكفر والشرك ترك الصلاة)).

وقال عن المنافقين لأنهم يظهرون التصديق بألسنتهم لا بد أن يأتوا بالصلاة قال: ((العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة فمن تركها فقد كفر)).

ولما استأذنه بعض أصحابه أن يقتل رجلا، قال:(( لعله يشهد أن لا إله إلا الله وأني رسول الله، قال نعم ولا شهادة له، يعني بلسانه، قال: لعله يصلي، قال: نعم ولا صلاة له، قال: أولئك الذين نُهيت عن قتلهم)) أولئك الذين نُهيت عن قتلهم، من أتى بالتصديق وبالصلاة.

فيا أخوتي في الله: الحد الأدنى من أن يطلق على العبد اسم الإيمان وهو أول الطريق أن يصدق بقلبه ويشهد بلسانه ويصلي ويخاف الله ويحبه ويرجوه ولو أصول هذه الأشياء، فهذا أقل أن يسمى مؤمنا بإجماع أصحاب محمد - صلى الله عليه وسلم -، ومن لم يقل بذلك تضطرب عليه الأدلة.

قد أجمع أصحاب محمد على أن من لم ينطق بالشهادتين مع القدرة عليها فليس بمؤمن، وعلى أن من لم يصلي من دون عذر فليس بمؤمن حكي إجماعهم العلماء الأفذاذ الثقات كإسحاق بن رهوية الذي نقله للاتفاق لا ينقله عبثا ومحمد بن نصر وأبو هريرة قبل ذلك كما رواه الحاكم وابن حزم وابن القيم والعلماء كلهم على أن أصحاب محمد قد أجمعوا على أنه ليس شيء من الأعمال تركه كفر إلا الصلاة، فمن حكي خلافا بعد هذا الإجماع فقد خطأهم أنهم أجمعوا على خطأ، وهذا ما لا يكون لأن إجماعهم عصمة، قد عصمهم الله أن يجتمعوا على خطأ، والإجماع إنما هو إجماعهم، فمن حكي خلافا في تكفير تارك الصلاة بالكلية فأول ما يطالب به ماذا تفعل بهذا الإجماع؟ ماذا تفعل بهذا الإجماع؟، إن حكاية الخلاف التي حكاها بعض المتأخرين هي تخطئة لهذا الإجماع.

فيا عباد الله: ثم إذا كان الإيمان في القلب بدأ بهذه الأشياء التي عددتها لكم، لا يزال يزداد يزداد يزداد حتى يكمل، حتى يصل إلى أمور عظيمة:

كما قال الله: ﴿ قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ (1) الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ (2) وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ [المؤمنون/3] ....الآيات.

وكما قال الله: ﴿ إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ [الأنفال/2]... الآيات. فهذا كمال الإيمان،

والفرق بين الإيمان والإسلام: أن الإسلام كالخيمة تدخل فيه وأما الإيمان فهو الذي يدخل فيك، الإسلام خيمة يدخل فيها المؤمن والمنافق الذي في الدرك الأسفل من النار يسمى في الدنيا مسلم إذا كان قد أتى بالتوحيد بالشهادتين وبالصلاة فهو من أهل القبلة له ما لنا وعليه ما علينا، وفي الآخرة في الدرك الأسفل من النار، ويدخل في الخيمة المؤمن، وأما الإيمان فلا هو الذي يدخل فيه: ﴿ قَالَتِ الْأَعْرَابُ آمَنَّا منذ أن نطقوا بالشهادتين قالوا آمنا قال الله ﴿ قُلْ لَمْ تُؤْمِنُوا وَلَكِنْ قُولُوا أَسْلَمْنَا دخلنا ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ كَافَّةً ﴿ وَلَمَّا يَدْخُلِ الْإِيمَانُ فِي قُلُوبِكُمْ و﴿لَمَّا للتقريب يعني إن استمررتم على العمل الصالح دخل الإيمان في قلوبكم، ولذا قال بعدها ﴿ وَلَمَّا يَدْخُلِ الْإِيمَانُ فِي قُلُوبِكُمْ وَإِنْ تُطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَا يَلِتْكُمْ مِنْ أَعْمَالِكُمْ شَيْئًا [الحجرات/14].

من أراد زيادة الإيمان وزيادة اليقين فليصبر على العمل الصالح الحسن الخالص الذي على السنة، ﴿ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (14)إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ لَمْ يَرْتَابُوا وهذا يكون بالمداومة على العمل الصالح، فإن الإيمان يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية ﴿ وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أُولَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ [الحجرات/15].

وقد خالف أهل السنة أهل البدع: فالمرجئة عادت العمل، عمل الجوارح أصبح بينهم وبينه موقف، أرادوا إخراجه من الإيمان، إما إدخال من لم يعمل في الإيمان أو عدم إخراج من لم يعمل من الإيمان أو عمل أعمالا تضاد الإيمان لا يخرجون من الإيمان، فهم يهمشون العمل، هذا أصل الإرجاء حتى من قال: إن العمل شرط لصحة الإيمان نقول ولا هذه، الشرط خارج المشروط العمل جزء من الإيمان كما أن الركوع والسجود جزء من الصلاة.

أهل السنة يقولون: الإيمان كالنخلة كما وصفه الله - عز وجل - ﴿ أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاءِ [إبراهيم/24]﴿ تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّهَا [إبراهيم/25] هكذا الإيمان قول وعمل ونية يؤتي أكله كل حين بإذن ربه، فأهل السنة يقولون: الإيمان كالنخلة له جذور وله جذع وله ثمار وله جريد، والمرجئة يقولون: لو كان لا يوجد إلا الجذور في باطن الأرض فإنها نخلة ونحن لا نرى شيء على سطح الأرض، يقول: ولو، هذه نخلة، أين هي؟ قالوا: يوجد جذور بداخل الأرض ولذلك يقولون في قلبه إيمان، وبعضهم يقول القلب وبعضهم يشترط اللسان وأما العمل فإنهم يعادونه.

وأما الخوارج فإنهم قالوا هذه نخلة لكنك لو قطعت منها جريدة لم تكن نخلة، ولو أخذت منها ليفة لم تكن نخلة، فهم يخرجون العبد من الإيمان بالمعاصي، وأما أهل السنة فيقولون لو قُطعت جريدة هي باقية نخلة حتى يُقطع القلب، والقلب هو الشهادتين والصلاة، فإذا ذهب التوحيد والصلاة فلا إيمان.

فيا عباد الله: تعلموا أصول دينكم، فالإيمان قول وعمل ونية وتمسك بالسنة، لا بد منه، لا يدخل في الإيمان من لم يعمل ويتكلم، ومن قال أن حركة اللسان بـ ((لا إله إلا الله)) عمل فهذا أخبث قول كما قال الإمام أحمد حتى يعمل بالجوارح، ومن قال من الخوارج إن الإيمان كالصلاة إذا ذهب منها شيء ذهبت كلها، قلنا له لا، الإيمان كالحج قد تترك بعض أعماله ولا يفسد؛ لأنه شعب كما أخبر النبي - صلى الله عليه وسلم -، ((الإيمان بضع وستون)) أو ((بضع وسبعون شعبة أعلاها لا إله إلا الله))، إذا ذهبت فلا إيمان، ((وأدناها إماطة الأذى عن الطريق والحياء شعبة من الإيمان)) كما أخبر النبي - صلى الله عليه وسلم -.

فأهل الإرجاء يقولون من قال ((لا إله إلا الله محمد رسول الله))، هؤلاء أحسنهم وإلا بعضهم قال من عرف الله فهو المؤمن، فيلزم من قولهم أن إبليس من سادات المؤمنين؛ لأنه عرف الله، ﴿قَالَ رَبِّ بِمَا أَغْوَيْتَنِي [الحجر:39]، ولذا كفرهم السلف، وبعضهم قال من صدق بقلبه فهو المؤمن وبعضهم قال: من تكلم بلسانه وإن لم يعمل خيرا قط فهو المؤمن، وفي الإخراج أيضًا من الإيمان، بعضهم قال: لو ترك الفرائض كلها فهو مؤمن، وبعضهم قال: ولو عمل أعمالا تضاد الإيمان كالسجود لصنم أو إهانة المصحف فهو مؤمن حتى يعتقده، فهم يعادون العمل ولذلك سُموا مرجئة، أي أخروا العمل عن الإيمان. والخوارج مثلهم عندهم كلهم أن الإيمان جزء واحد، يأتي جميعا ويذهب جميعا.

وعند أهل السنة أتباع المصطفى - صلى الله عليه وسلم - أن الإيمان شعب، الطاعات كلها من شعب الإيمان والمعاصي من شعب الكفر ولا يكفر العبد بالمعصية، ولذا قال سفيان بن عيينة: ((الفرق بيننا وبينهم أنا نكفر بترك الأوامر وهم يكفرون بفعل المعاصي))، قال: واعتبر ذلك بآدم وإبليس، فإن آدم عصى الله ولم يكفر وإبليس ترك الأمر بالسجود وكفر، وكذلك علماء اليهود تركوا الإيمان بالنبي - صلى الله عليه وسلم – فكفروا.

فالله الله في ذلك إخوتي في الله، في معرفة الحقائق من المسلم؟ من المؤمن؟ من الكافر؟ وهذا أمر لا يُتلقى من جهة العقل أو النظر، وإنما من جهة السمع، وهذا حق لله ليس حق للبشر، ولكن ينبغي أن يُفهم على فهم الصحابة، والله لو لم يكن هذا الأمر ومعرفة الحقائق التي بها تُدخل الجنة عظيمة في الإسلام.

لما بعث الله جبرائيل في صورة رجل إلى محمد - صلى الله عليه وسلم - حتى وضع ركبتيه إلى ركبتيه ويديه على فخذيه وقال: ((يا محمد أخبرني ما الإسلام، قال: الإسلام أن تشهد أن لا إله إلا الله وأن محمد رسول الله وتقيم الصلاة وتؤتي الزكاة وتحج البيت إن استطعت إليه سبيلا، قال جبرائيل لمحمد - صلى الله عليه وسلم -: صدقت))، هذا الإسلام عند الله، ((أخبرني ما الإيمان؟ قال: الإيمان أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر والقدر خيره وشره، قال: صدقت، أخبرني ما الإحسان؟ قال: أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن نراه فإنه يراك، قال: صدقت))، فالمؤمن لا بد أن يكون مسلما، وأما المسلم فقد يكون مؤمنا وقد يكون منافق، قد يصلي معنا وهو منافق، ولكنه إن لم يصلي فهو كافر كما قال - صلى الله عليه وسلم -.

وأما زيادة الإيمان إخوتي في الله فإنها بالطاعة، ((الإيمان يزيد وينقص))، الإيمان واليقين والرغبة في الآخرة والتوكل على الله والزهد في الدنيا يزيد في القلب بالعمل، يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية، ولما كان العمل جزءا أساسا في الإيمان لم يتصور الإيمان بدونه لم ذكر الله الإيمان في القرآن إلا عقبه بالعمل أو سبقه بالعمل، لحكمة عظيمة؛ لأن الله - جل جلاله - يعلم أن فئاما كثيرة من هذه الأمة ستضل في هذه المسألة في مسألة العمل، لا تجد في القرآن الإيمان إلا بعده، الذين آمنوا وعملوا الصالحات، مع أن عمل الصالحات من الإيمان لكن الله أفرده حتى لا يأتي أحد فيقول الإيمان بدون عمل، الذين آمنوا وعملوا الصالحات أو يقل بذلك فيقول: ومن يعمل من الصالحات وهو مؤمن، لا بد بالسباق أو اللحاق أن يأتي العمل؛ لأنه جزء أساسا من الإيمان.

لو كان الإيمان بالدعوى لكثر الأدعياء، والدعاوى إذا لم يكن عليها بينات أصحابها أدعياء، ومن قال إني مؤمن ننظر في عمله، فإن كان يصلي فمعه أصل الإيمان وإن كان لا يصلي فليس بمؤمن، ولذا عرف ذلك المنافقون وإنا لنعجب من أناس كان المنافقون أفقه منهم بكتاب الله، يقول - صلى الله عليه وسلم -: ((أثقل الصلاة على المنافقين صلاة العشاء والفجر))، لماذا؟ لأنهم منافقون في الباطن ولكنهم علموا أنهم لو تخلفوا عنها حُكم عليهم بالكفر، وهم قد اتخذوا أيمانهم جُنة، فكانوا يقومون من فروشهم يصلون حتى يبقون في اسم الإيمان وحتى يأمنوا على أنفسهم وأموالهم ودمائهم، فالله الله.

أعوذ بالله من الشيطان الرجيم

﴿ وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ وَيُقِيمُوا الصَّلَاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ[البينة/5].

﴿ فَإِنْ تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ فَإِخْوَانُكُمْ فِي الدِّينِ ...[التوبة/11]

﴿ إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ (55) وَمَنْ يَتَوَلَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا فَإِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْغَالِبُونَ [المائدة/56]

وقال الحسن البصري - رحمه الله -: (( ليس الإيمان بالتحلي ولا بالتمني ولكن ما وقر في القلب وصدقه العمل)) .

وقال الحسن أيضًا: ((أهينوا الدنيا أهينوا الدنيا فوالله إنها أهنأ ما تكون إذا أُهينت))، أهينوا الدنيا أهينوا الدنيا فوالله إنها أهنأ ما تكون إذا أُهينت.

وقال الإمام أحمد: ((أعز أمر الله حيثما كنت يعزك الله))، أعز أمر الله حيثما كنت يعزك الله.

ثم اعلموا أن الله أمركم بأمر بدأ فيه بنفسه وثنى بعده بالملائكة، فقال الله: ﴿ إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا [الأحزاب /50].

اللهم صلِّ وسلم على عبدك ورسولك محمد، اللهم أنه ما مات إلا وتركنا على البيضاء في أصول الدين وفي فروعه ليلها كنهارها لا يزيغ عنها إلا هالك، وأنه قد بلغ الرسالة وأدى الأمانة ونصح لهذه الأمة وجاهد في الله حق جهاده، اللهم صلِّ وسلم وبارك عليه وعلى آله أصحابه ومن أحبه واهتدى بهديه واستن بسنته إلى يوم الدين.

اللهم فقهنا في دينك وفي سنة نبيك - صلى الله عليه وسلم -، اللهم ارزقنا حقيقة الإيمان وكمال الإيمان، اللهم اجعلنا من خلص عبادك المؤمنين الموحدين يا رب العالمين، اللهم اجعلنا ممن يزدادوا إيمانا كل يوم وكل ساعة بالعمل الصالح، اللهم أعزنا بالإسلام والسنة وأعز الإسلام والسنة بنا، اللهم علمنا ما ينفعنا ونعوذ بك من علم لا ينفع وقلب لا يخشع ونفس لا تشبع ودعاء لا يُسمع نعوذ بك من هؤلاء الأربعة، اللهم اجعلنا أمثل عبيدك عندك وأسرعهم في مراضيك وأبعدهم عن حدودك يا رب العالمين، اللهم اجعلنا أنصح الناس لك ولكتابك ولرسولك ولأئمة المسلمين وعامتهم، سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ، وَسَلَامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ، وصلى الله على نبينا محمد.
أبو لقمان
أبو لقمان

المساهمات : 231
تاريخ التسجيل : 06/11/2015

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى