المواضيع الأخيرة
المواضيع الأكثر شعبية
الأحكام التكليفية الخمسة 3 (الحرام - المكروه - المباح)
2 مشترك
معا لنصرة النبي صلى الله عليه وسلم :: الفئة الأولى :: المنتدى الأول :: دروس المنتدى :: القواعد الفقهية والأصولية
صفحة 1 من اصل 1
الأحكام التكليفية الخمسة 3 (الحرام - المكروه - المباح)
(3) تابع الأحكام التكليفية الخمسة
سبق أن تكلمنا عن الواجب وهو ما يعني الأمر والفرض والإلزام، ثم تكلمنا عن المندوب وهو ما يعني المستحب والسنة والنفل وبينا ما يتعلق بهما من مسائل، واليوم بعون الله نتكلم عن الحرام.
ثالثًا: الحرام: وهو الحكم الثالث من الأحكام التكليفية الخمسة
تعريفه لغة: الممنوع.
اصطلاحًا: ما نَهى عنه الشارع على وجه الإلزام بالترك؛ كعقوق الوالدَين.
حُكمه: يُثاب تاركه امتثالاً، ويَستحِقُّ العقابَ فاعلُه.
ويُسمى محظورًا، أو ممنوعًا، أو معصيًة، أو ذَنْبًا.
ألفاظ التحريم:
قال ابن القيم: "ويُستفاد التحريم من: النهي، والتصريح بالتحريم، والحظر، والوعيد على الفعل، وذم الفاعل، وإيجاب الكفارة بالفعل، ولفظة ما كان لهم كذا، ولم يكن لهم، وترتيب الحد على الفعل، ولفظة لا يحل، ولا يصلح، ووصف الفعل بأنه فساد، وأنه من تزيين الشيطان وعمله، وأن الله لا يحبه، وأنه لا يرضاه لعباده، ولا يُزكي فاعله، ولا يكلمه، ولا ينظر إليه، ونحو ذلك" (بدائع الفوائد 4: 3 - 4).
أقسام الحرام: يَنقسِم إلى قسمين:
الأول: حرام لذاته:
وهو ما حكَم الشارع بتحريمِه ابتداءً.
إذا فعل المكلَّفُ الحرامَ لذاته، لا يترتَّب عليه آثاره الشرعية، فمَن زنا لا يترتَّب عليه حكم النكاح، ولا يثبت الولد بالزنا، ولا يَثبُت الإرثُ ولا النفقة.
الثاني: الحرام لغيره:
وهو ما كان مَشروعًا في الأصل، واقترن به عارض أو قرينة أو محرم فأدى إلى تحريمه؛ كالنظر للمرأة الأجنبية حرام؛ لأنه قد يؤدي إلى الزنا، وكالبيع والشراء فهو حلال، ولكنه إذا كان عند نداء الجمعة أصبح حرامًا، ومثل بَيع النجش، واختلف العُلماء هل يثبت آثارها أم لا؟
قال البعض بعدم ثُبوت الأثر، وذهَب الآخَرون إلى ثُبوت الأثر مع الإثم ومع الخيار إذا كان مُتعلِّقًا بحق العبد.
ـــــــــــــــــــــــــــ
رابعًا: المكروه:
لغة: المُبغَض.
اصطِلاحًا: ما نهى عنه الشارع لا على وجه الإلزام بالتركِ، كأكل البصل والأكل مُتكئًا، والنوم قبل العِشاء والحديث بعدها.
حكم المَكروه: يُثاب تاركه امتثالاً، ولا يُعاقب فاعله.
مسائل تتعلق بالمَكروه:
المسألة الأولى: قد يأتي لفظ المكروه ولم يُقصَد به إثابة تاركه امتثالاً، فقد يأتي بمعنى الحرام.
كما في قوله تعالى ﴿ وَكَرَّهَ إِلَيْكُمُ الْكُفْرَ وَالْفُسُوقَ وَالْعِصْيَانَ ﴾ [الحجرات: 7]، وكقوله تعالى ﴿ كُلُّ ذَلِكَ كَانَ سَيِّئُهُ عِنْدَ رَبِّكَ مَكْرُوهًا ﴾ [الإسراء: 38].
المسألة الثانية: قسَّم الأحنافُ المَكروه إلى:
1 - المَكروه كراهة تنزيهيَّة.
2 - المكروه كراهة تحريميَّة.
لأن عندهم المكروه بالدليل القطعي هو التحريم، وبالدليل الظني هو التنزيه.
المسألة الثالثة: المكروه مُتفاوت في الدرجات:
فمنه ما هو أدنى درجات الكراهة، وما هو في أعلى درجات الكراهة، ويتعيَّن ذلك بالقرائن، فأعلى درجات الكراهة المُتشابهات؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم في حديث النعمان بن بَشير عند مسلم(إن الحلال بيِّنٌ، وإن الحرام بين، وبينهما مشتبهات لا يعلمهنَّ كثير من الناس، فمَن اتقى الشبهات استبرأ لدِينه وعِرْضه، ومَن وقع في الشبُهات وقع في الحرام؛ كالراعي يَرعى حول الحمى يوشِك أن يرتعَ فيه، ألا وإن لكل ملك حمًى، ألا وإن حمى الله محارمُه، ألا وإن في الجسد مضغةً إذا صلَحت صلَح الجسد كله، وإذا فسَدت فسَد الجسد كله، ألا وهي القلب)) (مسلم 4178).
فهي أعلى درجات الكراهة؛ لأنها حاجز بين الحلال والحرام.
المسألة الرابعة: المَكروه بالجزء يَحرُم بالكل، وليس للعبد أن يَتهاون بالمكروهات، فالإصرار على الصغيرة قد يَسير كبيرة.
المسألة الخامسة: كما أن المستحَب مقدِّمة للواجب، فإن المَكروه مقدمة للحرام؛ لأن من اعتاد المكروه هان عليه فعل الحرام.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
خامسًا: المباح:
لغة: المُعلَن والمأذون فيه.
اصطلاحًا: ما خُيِّر المُكلَّف بين فعله وتركه، أو ما لا يتعلق به أمر ولا نهي لذاته، كالأكل في رمضان ليلاً.
حكمه: ما دام على وصف الإباحة، فإنه لا يترتَّب عليه ثواب ولا عقاب.
ويُسمى: حلالاً وجائزًا.
تستفاد ألفاظ الإباحة من لفظ: الإحلال، ورفع الجُناح، والإذن، والعفو، والتخيير.
مسائل تتعلق بالمُباح:
المسألة الأولى: اختلف العلماء هل المباح له تَعلُّق بالأحكام التكليفية أم لا؟
حيث إنه لا يظهر فيه الأمر، فذكَر بعضهم أنه ذكر من باب المسامحة ولتكميل القِسمة، وذلك بناءً على أن التكليف هو: (الخطاب بأمر أو نهي)، ويرى بعضهم أن المُباح يُراد به التكليف، وهو وجوب اعتِقاد إباحته.
المسألة الثانية: المباح بالجزء مُستحَبٌّ بالكل:
كالتمتُّع بالطيبات، وقد يكون المباح بالكل واجبًا بالجزء، مثل ترك الطعام بالكل وإن كان مباحًا، ولكنه يجب عليه أن يأكل إذا كاد أن يهلِكَ.
المسألة الثالثة: المباح قد يكون وسيلة للمنهي عنه أو المأمور به:
وهو ما قال عنها الفقهاء: الوسائل لها حكم المقاصد، مثل شراء السلاح فهو مباح، أما إن كان هناك فتنة بين المسلمين أصبح حرامًا، وإن كان للجهاد ضد العدو فهو واجب، وهكذا.
المسألة الرابعة: تنقسم الإباحة إلى قسمَين:
1 - إباحة شرعية: هي التي عُرفت عن طريق الشرك؛ كقوله تعالى ﴿ أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيَامِ الرَّفَثُ إِلَى نِسَائِكُمْ ﴾ [البقرة: 187].
2 - إباحة عقلية: وهي تُسمى الإباحة الأصلية؛ كقول الفقهاء: الأصل في الأشياء الإباحة، كقول الله تعالى ﴿ هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُمْ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا ﴾
• الفرق بينهما أن رفع الإباحة الشرعية يُسمى نَسخًا؛ لأنها حُكم شرعي، أما رفع الإباحة العقلية لا يُعدُّ نَسخًا.
انتهى الكلام عن الأحكام التكليفية الخمسة
نسألكم الدعاء بالقبول
رد: الأحكام التكليفية الخمسة 3 (الحرام - المكروه - المباح)
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أبو لقمان- المساهمات : 231
تاريخ التسجيل : 06/11/2015
رد: الأحكام التكليفية الخمسة 3 (الحرام - المكروه - المباح)
أبو لقمان كتب:السلام عليكم ورحمة الله وبركاتهوبارك فيك ربي أخي الفاضل
مواضيع مماثلة
» الأحكام التكليفية الخمسة 1 (الواجب)
» الأحكام التكليفية الخمسة 2 (تابع الواجب - المندوب)
» شبهة قتال النبي صلى الله عليه وسلم المشركين في الشهر الحرام والرد عليها
» الأحكام المترتبة على الحيض والنفاس
» ما هي الأحكام المتعلقة بالسقط (الجنين الميت)
» الأحكام التكليفية الخمسة 2 (تابع الواجب - المندوب)
» شبهة قتال النبي صلى الله عليه وسلم المشركين في الشهر الحرام والرد عليها
» الأحكام المترتبة على الحيض والنفاس
» ما هي الأحكام المتعلقة بالسقط (الجنين الميت)
معا لنصرة النبي صلى الله عليه وسلم :: الفئة الأولى :: المنتدى الأول :: دروس المنتدى :: القواعد الفقهية والأصولية
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الثلاثاء يونيو 11, 2019 5:54 pm من طرف سامي فؤاد
» وَكُونُوا عِبَادَ اللَّهِ إِخْوَانًا
الجمعة أبريل 26, 2019 6:24 am من طرف سامي فؤاد
» أحكام الحيض والنفاس والاستحاضة
السبت أبريل 06, 2019 1:24 am من طرف سامي فؤاد
» المغالاة في المهور
الأربعاء أكتوبر 10, 2018 5:38 am من طرف سامي فؤاد
» شرح حديث ثلاثة لا يكلمهم الله يوم القيامة
السبت سبتمبر 08, 2018 6:00 am من طرف سامي فؤاد
» أحكام الهدية وهدايا الخاطب والنقوط
السبت سبتمبر 08, 2018 5:58 am من طرف سامي فؤاد
» رسالة إلى الشباب
السبت سبتمبر 08, 2018 5:56 am من طرف سامي فؤاد
» رسالة إلى الخاطب
السبت سبتمبر 08, 2018 5:55 am من طرف سامي فؤاد
» الأضحية أحكام وشروط
السبت أغسطس 11, 2018 6:12 am من طرف سامي فؤاد