الأحكام التكليفية الخمسة 1 (الواجب)

من طرف **سامي فؤاد** الأربعاء يونيو 01, 2016 11:55 pm

(1) نبذة عن الأحكام التكليفية الخمسة

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم

الأحكام التكليفية الخمسة لا يخلوا منها باب من أبواب الفقه بل لا تخلو منها مسألة من مسائل الدين وليس الفقه فحسب، ورغم ذلك تجد الكثير من المسلمين لا يعلم ما هي الأحكام التكليفية الخمسة، ومنهم من يعرف أسمائها ولا يعرف مدلولها، ومن من لا يعرف منها إلا الواحد أو الاثنين وباقيها يجهله، وكيف نعرف حكم الشرع في مسائله ومراده من تشريعاته إذا لم نكن نعلم ما هي الأحكام التكليفية، وما مدلولها.

لهذا استعين الله تعالى وأبين الأحكام التكليفية ومعناها وحكمها باختصار شديد:

الأحكام التكليفية:

أي ما وضعه الشارع على وجه التعبُّد، وكان مَقصودًا لذاته، وفي مقدور العبد الإتيان بها، مثل عقد البيع وانتقال الملكية.

يَنقسِم الحكم الشرعيُّ إلى قسمَين:

الأول: الحكم التكليفي، الثاني: الحكم الوضعي.

الأحكام التكليفية تَنقسِم إلى خمسة أقسام وهي: الواجب، وضده الحرام، والمُباح، والمندوب، وضده المكروه"؛ قال صاحب نظم الورقات:

فالواجب المحكوم بالثوابِ في فعله، والترك بالعقابِ

والندب ما في فعله الثوابُ ولم يكن في تركه عقابُ

وليس في المُباح من ثوابِ فعلاً وتَركًا بل ولا عِقابِ

وضابط المَكروه عكسُ ما نُدبِ كذلك الحرام عَكسُ ما يَجبِ

الأحكام:

جمع حُكْم، معناها لغةً: القضاء؛ لذا يُسمى الحاكمُ بين الناس قاضيًا.

اصطلاحًا هو: ما اقتَضاه خطاب الشرع المتعلِّق بأفعال المكلَّفين من طلب أو تخيير أو وضع. (المرجع الأصول من علم الأصول).

أولاً: الواجب:

لغةً: الساقط واللازم، ويُسمَّى الفرض والواجب والحَتم واللازم.

اصطلاحًا هو: ما أمَرَ به الشارع على وجه الإلزام بالفعل.

ومثاله الصلوات الخمس، وصوم رمضان، والزكاة لمن كان من أهلها، وحج البيت لمن استطاع إليه سبيلاً.

حكم الواجب:

يلزم الإتيان به، ويُثاب فاعله امتثالاً، ويستحق تاركه العقاب.

أقسام الواجب:

يَنقسِم الواجب إلى عدَّة أقسام باعتبار بعض الأشياء:

1 - باعتبار ذاته: يَنقسِم إلى قسمَين:

أ - واجب مُعيَّن، وهو الذي كلَّفه الشارع للعبد دون تخيير؛ كالصلاة والصوم.

ب - واجب مُبهَم، وهو الذي كلَّفه الشارع على التخيير مثل كَفارة اليمين.

2 - باعتبار فاعله: ينقسِم إلى قسمَين:

أ - واجب عَينيٌّ: وهو الذي يجب على كل مكلَّف أن يأتي به؛ كالصلاة والصيام، وهو ما طلَب الشارع فعله من كل المكلَّفين ولا يَسقُط عنه بفعل البعض.

ب - واجب كفائي: وهو ما طلب تخصيصه من مجموع المكلَّفين؛ مثل الجنائز (من تغسيل وتكفين والصلاة على الميت ودفنه)؛ أي: إذا فعله مَن تُسدُّ بهم الحاجة سقط عن الجميع.

3 - باعتبار وقت أدائه ينقسِم إلى قسمين:

أ - واجب مُطلَق أو موسَّع، وهو: ما أمر الشارع بفعله دون تقييد بزمن محدَّد"، مثل كفارة اليمين والنفقة على الزوجة.

ب - واجب مضيَّق أو مقيد: وهو: "ما حدَّد الشارع وقتًا محددًا لفعله"؛ مثل وقت الصلاة، وصيام رمضان، والوقوف بعرفة.

4 - باعتبار تقديره: يَنقسِم إلى قسمَين:

أ - واجب مقدَّر، وهو: ما حدَّده الشارع بقدر محدَّد"؛ مثل: عدد ركعات الصلاة، ومثل أيام صيام رمضان.

ب - واجب غير محدَّد، وهو: ما أمر به الشارع ولم يحدِّد له قدرًا معينًا؛ مثل: النفقة على الزوجة، والإحسان إلى الناس.

أكتفي بهذا القدر... ونكمل الكلام عن الواجب التابع للأحكام التكليفية في الحلقة القادمة إن شاء الله.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ