المواضيع الأخيرة
المواضيع الأكثر شعبية
أحكام النية
صفحة 1 من اصل 1
أحكام النية
النية: هيَ عَزْمُ الْقَلْبِ عَلَى فِعْل الْعِبَادَةِ تَقَرُّبًا إِلَى اللَّهِ تَعَالَى، بِأَنْ يَقْصِدَ بِعَمَلِهِ اللَّهَ تَعَالَى دُونَ شَيْءٍ آخَرَ.
ولا بد من استحضارها في جميع العبادات فرضا كانت أو تطوعاً كالصلاة والزكاة والصوم.
لقوله صلى الله عليه وسلم: إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئ ما نوى.
ونسيان النية في العبادة المحضة يبطلها، لأن النية شرط لصحة كل عبادة.
ويشترط في النية أن تكون سابقة للعمل وأن تستمر لأخره، فلو قطعت النية أثناء العمل بطل كقطع نية الصلاة، أو قطع نية الصيام قبل الغروب.
وهناك بعض الأعمال الواجبة التي لا يجب فيها استحضار النية كإزالة النجاسة وأداء الحقوق ورد المظالم ونفقة العيال، ولكن لا ثواب فيها إلا إذا نوى بذلك التقرب إلى الله تعالى بهذه الأعمال.
وكل عمل يريد به العبد التقرب إلى الله تعالى ولو كان من غير الفرائض أو من الأعمال العادية كالأكل والشرب. لا يحصل الأجر لفاعله إلا بنية التقرب به إلى الله تعالى.
وليس في ترك النية كفارة، وإنما يترتب على تركها بطلان العمل إذا كانت شرطا في صحته، وعدم حصول الأجر فيه إذا لم تشترط له
والنية محلها القلب ولا يحتاج استحضارها إلى كبير عناء ووسوسة بل هي مجرد قصد الإنسان للشيء وعلمه به.
ولا يتلفظ بها اللسان، بل يكفي عزم القلب على العمل. قال شيخ الاسلام ابن تيمية في الفتاوى الكبرى
الجهر بلفظ النِّيَّة ليس مشروعاً عند أحدٍ من علماء المسلمين ولا فعله رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا فعله أحدٌ من خلفائه وأصحابه وسلف الأمة وأئمتها.
ويمكن جمع أكثر من نية لأعمال متعددة في عمل واحد، وذلك يكثر من الأجر مع قليل العمل.
وهذا ما يسمى عند الفقهاء بالتشريك أو تتداخل العبادات.
وهذه المسألة يحتاج إلي العلم بها كل المسلمين، فالجهل بها يضر بتفويت المنفعة وزيادة الأجر.
ومثال ما يسأل عنه الناس في هذه المسألة:
هل يصح الجمع بين صوم النافلة (التطوع – السنة) وقضاء رمضان، أو الجمع بين ستة من شوال والاثنين والخميس، أو الجمع بين ستة من شوال والأيام البيض 13-14-15، أو الجمع بين قضاء رمضان وعشر ذي الحجة، أو الجمع بين عقيقة وأضحية، أو الجمع بين صلاتين في صلاة واحدة كتحية المسجد، وسنة الوضوء.
وكل هذا الجمع وغيره من الأعمال الأخرى لا يصح إلا بشروط ذكرها الشيخ الوالد ابن عثيمين رحمه الله وهي:
1- أن يكون العملان من جنس واحد:
فتجمع صلاة مع صلاة، وصيام مع صيام، فإن اختلف الجنس لا يصح الجمع كصلاة مع صيام، هذا معلوم.
2- ألا يكون كلاهما فرض:
فلا يجمع فرض الظهر مثلاً مع فرض العصر، ولا قضاء رمضان مضى مع صيام رمضان أخر.
3- ألا يكون أحدهما فرضاً والأخر سنة:
فلا يجمع بين صلاة فريضة وسنتها، مثلاً: ينوى أن يجمع بين سنة الظهر القبلية 4ركعات مع فريضة الظهر. أما إذا كان كل منهما سنة فيجوز إذل لم يكن كل منهما مطلوب لذاته.
4- ألا يكون أحدهما تبعاً للأخر:
فلا يجمع بين صلاة الفجر ركعتان، وسنتها ركعتان، وهذه السنة مستقلة، لكنها تابعة، يعني هي راتبة للفجر مكملة لها، فلا تقوم السنة مقام صلاة الفجر، ولا صلاة الفجر مقام السنة؛ لأن الراتبة تبعاً للفريضة، فإذا كانت العبادة تبعاً لغيرها، فإنها لا تقوم مقامها.
5- ألا تكون كل عبادة مستقلة عن الأخرى، وهي مقصودة لذاتها:
فالأضحية مستقلة ومقصودة لذاتها، والعقيقة مستقلة ومقصودة لذاتها، فلا يصح الجمع بينهما في ذبيحة واحدة لأن كل منهما مقصود لذاته مستقل عن الأخر، وكذلك نذر ذبيحة وعقيقة، أو نذر ذبيحة وأضحية. ولا يجمع بين صلاة الضحى وسنة من سنن الصلوات لأن الضحى مطلوبة لذاتها.
ولا يجمع بين قضاء رمضان وست من شوال لأن كل منهما مقصود لذاته.
فإذا كانت إحدى العبادتين غير مقصودة لذاتها، وإنما المقصود فعل هذا النوع من العبادة فهنا يكتفى بإحداهما عن الأخرى، لكن يكتفي بالأصل عن الفرع.
كقضاء صيام رمضان في يومي الاثنين والخميس أو في الأيام البيض أو في عشر ذي الحجة لأن صيام هذه الأيام ليس مقصوداً لذاته بل المطلوب وقوع الصيام في هذه الأيام لفضيلته فيها.
وكصلاة تحية المسجد مع السنة القبلية، وصلاة سنة الوضوء مع السنة القبلية، وكصلاة الثلاثة مع بعضهم في ركعتين.
6- ألا يكون أحدهما على وجه القضاء والأخر على وجه الأداء:
فلا يجمع بين قضاء رمضان وصيام رمضان أخر، ولا قضاء فرض فاته مع مثيله في اليوم الثاني، ولكن يأتي بكل واحد على حده.
* بقي لنا أن نذكر أحوال انتقال النية أثناء الصلاة: وهذا على أنواع منها:
النوع الأول: أن ينتقل المصلي مِن مُطلقٍ إلى مُعيَّنٍ، فلا يصحُّ. (الصلاة المطلقة أي التي ليس لها عدد ولا وقت محدد) و(المعين أي الصلاة التي لها عدد معين ووقت محدد).
ومثاله: إنسان قام يصلي صلاةً نافلةً مطلقةً، وفي أثناء الصلاة ذكر أنه لم يصلِّ راتبةَ الفجرِ، فنواها لراتبةِ الفجر.
نقولُ: لا يصحُّ الانتقال وتغيير النية؛ لأنه انتقل من مطلقٍ إلى معينٍ، والمعينُ لابد أن تنويَه مِن أولِه، فراتبةُ الفجر من التكبير إلى التسليم. فلو انتقل أثناء الصلاة بطلت صلاته الأولى والثانية.
النوع الثاني: من معينٍ إلى معين فلا يصحُّ.
ومثالُه: رجل قام يصلي العصرَ، وفي أثناء صلاتِه ذكر أنه لم يصلِّ الظهرَ، أو أنه صلاها بغير وضوء، فقال: الآن نويتُها للظهر.
هنا لا يصحُّ الانتقال للظهرِ؛ لأنه من مُعيّنٍ إلى مُعينٍ، فلا يصحُّ العصرِ لأنه قطعها بانتقالِه إلى الظهرِ، ولا يصح الظهر لأنه لم يبدأ بالنية من أوله.
النوع الثالث: من مُعينٍ إلى مُطلقٍ، فإنه يصحُّ.
مثلُ: إنسان شرع في صلاة راتبة الفجر، ثم ذكر أنه صلاها فنواها نفلاً مطلقاً (يعنى ركعتين تطوع لله) فيَصحُّ
هذا ما أعلم والله أعلى وأعلم
أبو عبد الرحمن
مواضيع مماثلة
» دروس الصيام (النية وما يتعلق بها في صيام الفرض والنفي)
» مسائل الصيام - المسألة السادسة: هل يشترط تجديد النية لكل يوم من رمضان؟
» أحكام التصوير 1
» أحكام كفارة اليمين
» أحكام زكاة الفطر
» مسائل الصيام - المسألة السادسة: هل يشترط تجديد النية لكل يوم من رمضان؟
» أحكام التصوير 1
» أحكام كفارة اليمين
» أحكام زكاة الفطر
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الثلاثاء يونيو 11, 2019 5:54 pm من طرف سامي فؤاد
» وَكُونُوا عِبَادَ اللَّهِ إِخْوَانًا
الجمعة أبريل 26, 2019 6:24 am من طرف سامي فؤاد
» أحكام الحيض والنفاس والاستحاضة
السبت أبريل 06, 2019 1:24 am من طرف سامي فؤاد
» المغالاة في المهور
الأربعاء أكتوبر 10, 2018 5:38 am من طرف سامي فؤاد
» شرح حديث ثلاثة لا يكلمهم الله يوم القيامة
السبت سبتمبر 08, 2018 6:00 am من طرف سامي فؤاد
» أحكام الهدية وهدايا الخاطب والنقوط
السبت سبتمبر 08, 2018 5:58 am من طرف سامي فؤاد
» رسالة إلى الشباب
السبت سبتمبر 08, 2018 5:56 am من طرف سامي فؤاد
» رسالة إلى الخاطب
السبت سبتمبر 08, 2018 5:55 am من طرف سامي فؤاد
» الأضحية أحكام وشروط
السبت أغسطس 11, 2018 6:12 am من طرف سامي فؤاد