معا لنصرة النبي صلى الله عليه وسلم
إدارة منتدى معا لنصرة النبي صلى الله عليه وسلم ترحب يالسادة الزائرين
ونتمنى مشاركتكم معنا في نصرة النبي فقط قم بالتسجيل في المنتدى وشارك مواضيعك
الدال على الخير كفاعلة
شكراً لزيارتكم

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

معا لنصرة النبي صلى الله عليه وسلم
إدارة منتدى معا لنصرة النبي صلى الله عليه وسلم ترحب يالسادة الزائرين
ونتمنى مشاركتكم معنا في نصرة النبي فقط قم بالتسجيل في المنتدى وشارك مواضيعك
الدال على الخير كفاعلة
شكراً لزيارتكم
معا لنصرة النبي صلى الله عليه وسلم
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
المواضيع الأخيرة
» ستة شوال وما يتعلق بها من أحكام
وقفات مع شهر شعبان Emptyالثلاثاء يونيو 11, 2019 5:54 pm من طرف سامي فؤاد

» وَكُونُوا عِبَادَ اللَّهِ إِخْوَانًا
وقفات مع شهر شعبان Emptyالجمعة أبريل 26, 2019 6:24 am من طرف سامي فؤاد

» أحكام الحيض والنفاس والاستحاضة
وقفات مع شهر شعبان Emptyالسبت أبريل 06, 2019 1:24 am من طرف سامي فؤاد

» المغالاة في المهور
وقفات مع شهر شعبان Emptyالأربعاء أكتوبر 10, 2018 5:38 am من طرف سامي فؤاد

» شرح حديث ثلاثة لا يكلمهم الله يوم القيامة
وقفات مع شهر شعبان Emptyالسبت سبتمبر 08, 2018 6:00 am من طرف سامي فؤاد

» أحكام الهدية وهدايا الخاطب والنقوط
وقفات مع شهر شعبان Emptyالسبت سبتمبر 08, 2018 5:58 am من طرف سامي فؤاد

» رسالة إلى الشباب
وقفات مع شهر شعبان Emptyالسبت سبتمبر 08, 2018 5:56 am من طرف سامي فؤاد

» رسالة إلى الخاطب
وقفات مع شهر شعبان Emptyالسبت سبتمبر 08, 2018 5:55 am من طرف سامي فؤاد

» الأضحية أحكام وشروط
وقفات مع شهر شعبان Emptyالسبت أغسطس 11, 2018 6:12 am من طرف سامي فؤاد


وقفات مع شهر شعبان

اذهب الى الأسفل

وقفات مع شهر شعبان Empty وقفات مع شهر شعبان

مُساهمة من طرف سامي فؤاد الجمعة سبتمبر 04, 2015 11:16 pm

وقفات مع شهر شعبان 

شهر شعبان
عن أنس بن مالك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال [افْعَلُوا الْخَيْرَ دَهْرَكُمْ، وَتَعَرَّضُوا لِنَفَحَاتِ رَحْمَةِ اللهِ، فَإِنَّ لِلَّهِ نَفَحَاتٍ مِنْ رَحْمَتِهِ يُصِيبُ بِهَا مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ] (المعجم للطبراني 720).
في الحديث حثٌ من النبي صلى الله عليه وسلم بالمداومة على فعل الخيرات فإذا أقبل علينا موسم من مواسم الطاعات تعرضنا له ولما فيه من خيرات وبركات بالاجتهاد في الطاعة والعبادة.
وها نحن في موسم جديد من مواسم الطاعات في شهر من الشهور المباركة التي بها كثير من الفضائل والخيرات، شهر شعبان، ذاك الشهر الذي أحياه النبي صلى الله عليه وسلم بالعبادة والصيام.  
ولنا مع هذا الشهر ومع فضائله وقفات.
الوقفة الأولى، سبب تسميته: كانت العرب قديماً يسمون الأشهر القمرية أسماءً لها أسباب ومعانٍ عندهم، أو كانوا يسمونها بحسب الوقائع التي تقع فيها.
وشهر شعبان سُمي بذلك، لأن العرب في الجاهلية كانوا إذا انتهى شهر رجب الحرام، تشعبوا في الغارات والحروب والقتال، فسُمي شعبان لكثرة تشعبهم في الحروب. (من كتاب المشهور في أسماء الأيام والشهور للسخاوي).
فلما جاء الإسلام بدل الحال من التشعب في الشر إلى التشعب في الخير، فالمسلمون إذا انتهى رجب الحرام تشعبوا في العبادات والطاعات لربهم، فنعمة الإسلام من أعظم النعم والمنن على المسلمين، حيث أن العرب بلا إسلام كانوا يتشعبون في شعبان للغارات وقتال بعضهم البعض، ونحن المسلمون نتشعب في شعبان في طاعة الله وعبادته. وهذا من فضل الله علينا أن جعلنا من المسلمين.
الوقفة الثانية، عبادة النبي صلى الله عليه وسلم فيه: شهر شعبان عند النبي صلى الله عليه وسلم ليس كغيره من الشهور، من حيث العبادة والاجتهاد فيه، فقد كان صلى الله عليه وسلم كثير العبادة في شهر شعبان وفي غيره من الشهور، لكنه كان في شعبان له حال خاص في العبادة، فكان صلى الله عليه وسلم يكثر من عبادة الصيام فيه. 
قالت أم المؤمنين عائشةُ رضي الله عنها وهي تصف لنا عبادة النبي صلى الله عليه وسلم [كَانَ رسول الله صلى الله عليه وسلم يَصُومُ حَتَّى نَقُولَ لا يُفْطِرُ، وَيُفْطِرُ حَتَّى نَقُولَ لا يَصُومُ، فَمَا رَأَيْتُ النبي اسْتَكْمَلَ صِيَامَ شَهْرٍ إِلا رَمَضَانَ، وَمَا رَأَيْتُهُ أَكْثَرَ صِيَامًا مِنْهُ في شَعْبَانَ] (البخاري 1969).
وقالت رضي الله عنها [لَمْ أَرَهُ صَائِمًا مِنْ شَهْرٍ قَطُّ، أَكْثَرَ مِنْ صِيَامِهِ مِنْ شَعْبَانَ كَانَ يَصُومُ شَعْبَانَ كُلَّهُ، كَانَ يَصُومُ شَعْبَانَ إِلَّا قَلِيلًا] (مسلم 1156).
فكانت عبادة النبي صلى الله عليه وسلم في شهر شعبان هي الصيام خاصة.
قال أهل العلم لعل السر في ذلك هو تعود النفسِ والبدنِ على الصيام قبل شهر رمضان، فإذا جاء رمضان كان صيامه سهلاً على النفس والبدن.
وعلى هذا فينبغي للمسلمين أن يجتهدوا في هذا الشهر بالطاعات والصيام كلٌ بحسب حاله وقدرته.
فمن لم يقدر على الصيام، فباب الطاعات مفتوح بكل أنواع الطاعات.
ولا ينبغي للمسلمين أن يتكاسلوا فيه عن الطاعات، فيتحقق فيهم قول النبي صلى الله عليه وسلم لما سئل عن كثرة صيامه في شعبان، قال [ذَاكَ شَهْرٌ يَغْفُلُ النَّاسُ عَنْهُ بَيْنَ رَجَبَ وَرَمَضَانَ].
الوقفة الثالثة، رفع الأعمال فيه: شهر شعبان ينتهي به عام ويبدأ به عام جديد، فترفع فيه أعمال العباد طوال العام إلى الله، بهذا ينتهي عام بشعبان، ويبدأ عام جديد في حصر أعمال العباد بشعبان، فهو نهاية عام وبداية آخر.
قال أسامةُ بن زيد [قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، َلَمْ أَرَكَ تَصُومُ مِنْ شَهْرٍ مِنَ الشُّهُورِ مَا تَصُومُ مِنْ شَعْبَانَ قَالَ: ذَاكَ شَهْرٌ يَغْفُلُ النَّاسُ عَنْهُ بَيْنَ رَجَبَ وَرَمَضَانَ، وَهُوَ شَهْرٌ تُرْفَعُ فِيهِ الْأَعْمَالُ إِلَى رَبِّ الْعَالَمِينَ، فَأُحِبُّ أَنْ يُرْفَعَ عَمَلِي وَأَنَا صَائِمٌ] (مسند أحمد 21753).
بين رسول الله صلى الله عليه وسلم غايتين لكثرة صيامه وعبادته في شعبان.
الأولى: أنه شهر تكثر فيه غفلة الناس عن طاعة الله، لهذا كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يكثر فيه من الصيام ليعلمهم أن شعبان شهر طاعة، لا محل فيه للغفلة والكسل.
والثانية: أنه ترفع فيه الأعمال إلى الله، فكان صلى الله عليه وسلم يحب أن يرفع عمله إلى الله وهو على عبادة، وأحب ما يكون عليه من العبادات هو الصيام.
والأعمال ترفع إلى الله في ثلاثة أوقات:
رفع يومي: فترفع الأعمال كل يوم إلى الله تعالى في صلاة الفجر والعصر، قال النبي صلى الله عليه وسلم [إِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ لَا يَنَامُ، وَلَا يَنْبَغِي لَهُ أَنْ يَنَامَ، يَخْفِضُ الْقِسْطَ وَيَرْفَعُهُ، يُرْفَعُ إِلَيْهِ عَمَلُ اللَّيْلِ قَبْلَ عَمَلِ النَّهَارِ، وَعَمَلُ النَّهَارِ قَبْلَ عَمَلِ اللَّيْلِ] (مسلم179).
وقال صلى الله عليه وسلم [يَتَعَاقَبُونَ فِيكُمْ مَلاَئِكَةٌ بِاللَّيْلِ وَمَلاَئِكَةٌ بِالنَّهَارِ، وَيَجْتَمِعُونَ فِي صَلاَةِ العَصْرِ وَصَلاَةِ الفَجْرِ، ثُمَّ يَعْرُجُ الَّذِينَ بَاتُوا فِيكُمْ فَيَسْأَلُهُمْ وَهُوَ أَعْلَمُ بِكُمْ، فَيَقُولُ: كَيْفَ تَرَكْتُمْ عِبَادِي؟ فَيَقُولُونَ: تَرَكْنَاهُمْ وَهُمْ يُصَلُّونَ، وَأَتَيْنَاهُمْ وَهُمْ يُصَلُّونَ] (البخاري 7429).
ورفع أسبوعي: فترفع الأعمال كل أسبوع مرتين، في يومي الاثنين والخميس، كما قال صلى الله عليه وسلم [تُعْرَضُ الأَعْمَالُ يَوْمَ الِاثْنَيْنِ وَالخَمِيسِ، فَأُحِبُّ أَنْ يُعْرَضَ عَمَلِي وَأَنَا صَائِمٌ] (الترمذي 747).
ورفع سنوي: فترفع الأعمال إلى الله كل سنة مرة في شهر شعبان، كما بين رسول الله صلى الله عليه وسلم.
فعلى كل مسلم يحب رسول الله صلى الله عليه وسلم، ويتأسى به، أن يداوم على الطاعات، لترفع له عند الله أعمالٌ صالحة.
الوقفة الرابعة، فضل ليلة النصف منه: في شهر شعبان ليلةٌ عظيمة الأجر والثواب، ليلةٌ يُكافَأُ فيها المؤمنون، فيغفر الله لهم ذنوبهم بغير نصب فيها ولا عناء، بل ربما كانوا نائمين على فرشهم ونالتهم مغفرة الله.
ويُحْرَمُ فيها المشركون والحاقدون والمتشاحنون من مغفرة الله، ولربما كانوا طوال الليل قائمين يصلون، ثم أصبحوا صائمين ولم ينالوا من مغفرة الله شيئاً. 
هي ليلة النصف من شعبان، فهنيئاً لمن أدركها وكان فيها من المؤمنين، الطائعين لربهم، المهتدين بهدي نبيهم، فهنيئاً لهم، ثم هنيئاً لهم.
السؤال: ما هي الأعمال التي نفعلها في هذه الليلة حتى ننال عظيم أجرها؟
الذي يسمع عن أجر ليلة النصف من شعبان، والذي يغفر الله عز وجل فيها ذنوب المؤمنين، يتسائل عن الأعمال التي بها يحصل هذا الأجر.
وحتى نعرف ما هي الأعمال التي بها ننال أجر هذه الليلة، سننظر فيما ورد في كتاب الله، وما صح من سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، لعلنا نهتدي إليها.
أما في كتاب الله، فلم نجد نصاً صريحاً في فضل ليلة النصف من شعبان, إلا ما ورد عاماً كقول الله تعالى [وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ] (الحشر 7).
فأحال الله تعالى إلى سنة النبي صلى الله عليه وسلم فيما لم يوجد في كتاب الله تعالى.
وبالنظر في سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم وجدنا حديثين صحيحين لم يرد غيرهما.
الأول: قوله صلى الله عليه وسلم [إذَا كَانَ لَيْلَةُ النِّصْفِ مِنْ شَعْبَانَ اطَّلَعَ اللَّهُ إلَى خَلْقِهِ فَيَغْفِرُ لِلْمُؤْمِنِينَ وَيُمْلِي لِلْكَافِرِينَ وَيَدَعُ أَهْلَ الْحِقْدِ بِحِقْدِهِمْ حَتَّى يَدَعُوهُ] (البيهقى في شعب الإيمان 3/381).
الثاني: قوله صلى الله عليه وسلم [إِنَّ اللَّهَ لَيَطَّلِعُ فِي لَيْلَةِ النِّصْفِ مِنْ شَعْبَانَ فَيَغْفِرُ لِجَمِيعِ خَلْقِهِ إِلَّا لِمُشْرِكٍ أَوْ مُشَاحِنٍ] (ابن ماجه 1/445)
وإذا دققنا النظر في هذين الحديثين نجد أنهما لا يدعوان إلى قيام ولا صيام ولا لأي عمل من الأعمال.
ونجد فيهما التحذير من الشرك الذي هو من أعظم وأقبح الذنوب التي تحبط الأعمال، وتحجب مغفرة الرحمن. قال تعالى [وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ] (الزمر 65).
وكذلك التحذير من المشاحنة فيما بين الناس التي تمنع رفع الأعمال.
فعن أبي هريرة، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال [تُفْتَحُ أَبْوَابُ الْجَنَّةِ يَوْمَ الْإِثْنَيْنِ، وَيَوْمَ الْخَمِيسِ، فَيُغْفَرُ لِكُلِّ عَبْدٍ لَا يُشْرِكُ بِاللهِ شَيْئًا، إِلَّا رَجُلًا كَانَتْ بَيْنَهُ وَبَيْنَ أَخِيهِ شَحْنَاءُ، فَيُقَالُ: أَنْظِرُوا هَذَيْنِ حَتَّى يَصْطَلِحَا، أَنْظِرُوا هَذَيْنِ حَتَّى يَصْطَلِحَا، أَنْظِرُوا هَذَيْنِ حَتَّى يَصْطَلِحَا] (مسلم 2565).
وقال صلى الله عليه وسلم [تُعْرَضُ أَعْمَالُ النَّاسِ فِي كُلِّ جُمُعَةٍ مَرَّتَيْنِ، يَوْمَ الِاثْنَيْنِ وَيَوْمَ الْخَمِيسِ، فَيُغْفَرُ لِكُلِّ عَبْدٍ مُؤْمِنٍ، إِلَّا عَبْدًا بَيْنَهُ وَبَيْنَ أَخِيهِ شَحْنَاءُ، فَيُقَالُ: اتْرُكُوا، أَوِ ارْكُوا، هَذَيْنِ حَتَّى يَفِيئَا] (مسلم 2565).
فتبين لنا من هذه الأدلة، أن ليلة النصف من شعبان، لا فرق بينها وبين غيرها من الليالي، ولا تحتاج منا إلى كثير عمل بالليل ولا بالنهار، وإنما تحتاج منا إلى توحيد الله تعالى في قلوبنا وأعمالنا، وألا نصرف عبادة من عباداتنا إلا لله وحده.
وأن نتصالح فيما بيننا، ونفض الخلافات والخصومات، ولا نتشاحن فيما بيننا.
من فعل ذلك فاز بأجر ليلة النصف من شعبان، فلا حاجة لصيام ولا قيام ونحن متخاصمون متشاحنون، وبالله ربنا مشركون.
* قد يقول قائل، قد ورد في فضل ليلة النصف من شعبان أحاديث أخرى تدعو إلى الصيام في نهارها وقيام ليلها، وذلك في عدة أحاديث، منها:
1- ما رُوي عن علي بن أبي طالب، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم [إِذَا كَانَتْ لَيْلَةُ النِّصْفِ مِنْ شَعْبَانَ، فَقُومُوا لَيْلَهَا، وَصُومُوا نَهَارَهَا، فَإِنَّ اللهَ يَنْزِلُ فِيهَا لِغُرُوبِ الشَّمْسِ إِلَى سَمَاء الدُّنْيَا، فَيَقُولُ: أَلاَ مِنْ مُسْتَغْفِرٍ لِي، فَأَغْفِرَ لَهُ، أَلاَ مُسْتَرْزِقٌ، فَأَرْزُقَهُ، أَلاَ مُبْتَلًى فَأُعَافِيَهُ، أَلاَ كَذَا، أَلاَ كَذَا، 
حَتَّى يَطْلُعَ الْفَجْرُ] (سنن ابن ماجة 1388 – قال فيه الألباني ضعيف جدا أو موضوع).
2- ما رُوي عن عائشة رضي الله عنها، قالت [فَقَدْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم ذَاتَ لَيْلَةٍ، فَخَرَجْتُ أَطْلُبُهُ، فَإِذَا هُوَ بِالْبَقِيعِ رَافِعٌ رَأْسَهُ إِلَى السَّمَاءِ. فَقَالَ: يَا عَائِشَةُ أَكُنْتِ تَخَافِينَ أَنْ يَحِيفَ اللَّهُ عَلَيْكِ وَرَسُولُهُ؟. قَالَتْ، قَدْ قُلْتُ: وَمَا بِي ذَلِكَ، وَلَكِنِّي ظَنَنْتُ أَنَّكَ أَتَيْتَ بَعْضَ نِسَائِكَ، فَقَالَ: إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى يَنْزِلُ لَيْلَةَ النِّصْفِ مِنْ شَعْبَانَ إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا فَيَغْفِرُ لِأَكْثَرَ مِنْ عَدَدِ شَعَرِ غَنَمِ كَلْبٍ] (سنن ابن ماجة 1389 – ومسند أحمد 26018 – قال فيه الألباني: إسناده ضعيف وقال شعيب الأرناؤوط: إسناده ضعيف).
نقول نعم، رُوي ذلك عن النبي صلى الله عليه وسلم، في كتب الأحاديث إلا أنه لم يثبت عنه صلى الله عليه وسلم، وقد ضعَّف هذه الأحاديث كثيرٌ من المحدثين المتخصصين في علم الحديث، منهم:
الشوكاني قال في المختصر (حديث صلاة نصف شعبان باطل)
وقال الحافظ العراقي (حديث صلاة ليلة النصف، موضوع على رسول الله صلى الله عليه وسلم وكذب عليه).
فإن كان الأمر كذلك، فمن أين جاء إحياء هذه الليلة بقيام ونهارها بصيام؟
قال ابن رجب رحمه الله: ليلة النصف من شعبان كان التابعون من أهل الشام يعظمونها ويجتهدون فيها في العبادة وعنهم أخذ الناس فضلها وتعظيمها، وقد قيل إنهم بلغهم في ذلك آثار إسرائيلية، وأنكر ذلك أكثر علماء الحجاز، وهو قول أصحاب مالك وغيرهم، وقالوا: ذلك كله بدعة.
وقال الإمام أحمد رحمه الله: قيام ليلة النصف لم يثبت فيها شيء عن النبي صلى الله عليه وسلم ولا عن أصحابه.
وقال زيد بن أسلم: ما أدركنا أحداً من مشيختنا ولا فقهائنا يلتفتون إلى النصف من شعبان، ولا يرون لها فضلاً على ما سواها.
وهذا كان هدي رسول الله صلى الله عليه وسلم وخلفائه الأربعة، وصحابتِه الكرام، لم يثبت عنهم أنهم اجتمعوا في هذه الليلة في المساجد ولا في غيرها، ولم يثبت أنهم أحيوها بالصلاة ولا بالقرآن ولا بالدعاء ولا بشيء زائدٍ عن عبادتهم اليومية التي يعتادون عليها كل يوم.
وما ورد في ذلك فكله موضوع، كما نبّه على ذلك كثير من أهل العلم.
القفة الخامسة، تذكير بقضاء الصيام قبل رمضان: أذكر إخواني وأخواتي الكرام، بقضاء الصيام لمن كان عليه صيام من رمضان الذي مضي أو ما قبله من رمضانات سابقة.
فإن الله عز وجل من رحمته بعباده الذين لهم أعذار منعتهم من الصيام في رمضان، أن رخص لهم في الفطر فيه، ثم أوجب عليهم القضاء بعد رمضان إذا تمكنوا من القضاء.
ومن رحمته أيضاً أنه جعل وقت القضاء موسع ولم يحدد له زمناً، فقال [فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ] (البقرة 184).
وقالت أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها [كَانَ يَكُونُ عَلَيَّ الصَّوْمُ مِنْ رَمَضَانَ، فَمَا أَسْتَطِيعُ أَنْ أَقْضِيَهُ إِلَّا فِي شَعْبَانَ] (مسلم 1146).
فمن كان عليه قضاءُ صيام فليسارع في قضائه قبل أن يأتي عليه رمضان، حتى تبرأ ذمته من دينه لله تعالى.
وهذا ما أعلم، والله تعالى أعلى وأعلم
فاللهم اهدنا إلى كتابك وسنة رسولك صلى الله عليه وسلم.
                           كتبه/ أبو عبد الرحمن
                              سيــد فــؤاد الليثي
                      الجمعة 22 رجب 1432 هـ
                            موافق 24/6/2011م
سامي فؤاد
سامي فؤاد
Admin

المساهمات : 291
تاريخ التسجيل : 25/07/2015
العمر : 43

https://ahlelsona.forumegypt.net

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى