دروس الصيام (شروط فطر المسافر وأحكام الفدية)

من طرف **سامي فؤاد** الثلاثاء مايو 01, 2018 11:59 pm

شروط فطر المسافر

اشترط العلماء لفطر المسافر شروطاً، وهي:

أولاً: أن يكون سفره قد بلغ المسافة الشرعية المنوط بها الرخص، والمسافة التي يترخص فيها المسافر برخص السفر اختلف فيها العلماء فمنهم من قال بتحديد المسافة بـ 83 كيلو مترا تقريبا، وهو قول جمهور العلماء.

ومنهم من قال بعدم التحديد وجعل مرد ذلك إلى العرف، فما تعارف الناس على أنه سفر، شرعت فيه الرخصة من القصر والفطر والمسح على الخفين.

والراجح: أن ما يُعَد في العرف سفراً فهو سفر له أحكام السفر في الصلاة والصيام.

ثانياً: ألا يكون قد نوى الإقامة في البلد الذي يسافر إليه، فإذا نوى الإقامة ببلد أكثر من أربعة أيام فإنه لا يترخص برخص السفر إلا في الطريق فقط.

أما إذا نوى الإقامة أربعة أيام فما دونها فإنه يترخص برخص السفر، وكذلك المسافر الذي يقيم ببلد ولكنه لا يدري متى تنقضي حاجته ولم يحدد زمناً معيناً للإقامة فإنه يترخص برخص السفر ولو طالت المدة، ولا فرق بين السفر في البر والبحر) (انتهى من فتاوى اللجنة الدائمة)

الفدية وما يتعلق بها

أولاً مقدار الفدية: اتَّفَقَ الْحَنَفِيَّةُ وَالشَّافِعِيَّةُ وَالْحَنَابِلَةُ عَلَى أَنَّهُ يُصَارُ إلَى الْفِدْيَةِ فِي الصِّيَامِ عِنْدَ الْيَأْسِ مِنْ إمْكَانِ قَضَاءِ الأَيَّامِ الَّتِي أَفْطَرَهَا لِشَيْخُوخَةٍ لا يَقْدِرُ مَعَهَا عَلَى الصِّيَامِ، أَوْ مَرَضٍ لا يُرْجَى بُرْؤُهُ، لقوله تعالى [وَعَلَىالَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ] (الموسوعة الفقهية 5/117).

ثانياً كيفية إخراج الفدية: قال الله تعالى [فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ]. بين الله عز وجل أن الفدية عبارة عن إطعام مسكيناً واحداً عن كل يوم.

أما كيفية الإطعام فيخير الذي يفدي بين أن يعطي المسكين نصف صاع من الطعام كالأرز ونحوه (أي كيلو جرام ونصف تقريباً) عن اليوم الواحد، أو يصنع طعاماً ويدعوه إليه، أو يصنع الطعام ويرسله له.

ويجوز صرف فدية أيام كثيرة إلى مسكين واحد أو فقير واحد. (من فتاوى موقع إسلام ويب).

وسئلت اللجنة الدائمة (11/164) عن الإطعام للعاجز في رمضان كالشيخ العاجز والمرأة العاجزة من كبر، والمريض الذي لا يشفى.

فأجابت (من عجز عن صوم رمضان لكبر سن كالشيخ الكبير والمرأة العجوز أو شق عليه الصوم مشقة شديدة رخص له في الفطر، ووجب عليه أن يطعم عن كل يوم مسكيناً، نصف صاع من بر (قمح) أو تمر أو أرز أو نحو ذلك مما يطعمه أهله، وكذا المريض الذي عجز عن الصوم أو شق عليه مشقة شديدة ولا يرجى برؤه لقوله تعالى (لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْساً إِلا وُسْعَهَا). وقوله (وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ). وقوله (وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ).

مسألة:
1- هل تجزئ القيمة المالية عن الإطعام الوارد في الآية؟
الجواب: لا يجزئ إخراج القيمة (النقود) بدلاً من الطعام في الراجح خلافاً للأحناف، للنص على الإطعام في الآية الكريمة (وعلى الذين يطيقونه فدية طعام مسكين) خصوصاً إذا لم يكن هنالك مبرر لإخراج النقود كأن تكون تلك الفدية منقولة إلى مكان بعيد، لعدم وجود مستحقين في مكان الوجوب، أو لوجود من هم في حاجة

ماسة كالمحاصرين واللاجئين.

لكن لا بأس بدفع النقود إلى وكيل، شخص أو جمعية يشتري بها طعاماً يدفعه إلى مستحقيه.

فما ذكر في النصوص بلفظ الطعام أو الإطعام فإنه لا يجزئ عنه النقود.

2- الفدية من مال من؟ تكون الفدية من مال المفطر إن كان له مال، فإن لم يكن له مال وجبت الفدية على من وجبت عليه النفقة على هذا المفطر الذي عجز عن الصيام، فالولد ملزم بالنفقة على والده ووالدته، فكذلك وجب عليه أن يخرج الفدية عنهما، وهكذا.