عقوبة من يخالف الشرع في تقسيم الميراث (سلسلة أخطاء المسلمين مع شريعة رب العالمين)

من طرف **سامي فؤاد** الأحد أبريل 23, 2017 11:44 pm

عقوبة من يخالف شرع الله في تقسيم الميراث:

إن الله عز وجل أعلم بنفوس خلقه، وأعلم بما يصلحهم في الدنيا والأخرة، فشرع لهم شرعاً حكيماً، من أخذ به ورضي به حكماً فاز برضى الله في الدنيا والأخرة، لهذا تجد بعد ذكر آيات الميراث في كتاب الله تعالى يقول ربنا [تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ] (النساء 14). هذا لمن رضي بقسمة الله تعالى واقتدى بها، ولم يقدم هواه ولا رغبات أبنائه على قسمة الله تعالى، فحق لله أنه يسكنه الجنة ويخلد فيها.

وعلى النقيض تماماً، من لم يرضى بالله حكما في ماله، ولم يرضى بقسمته له، وقدم رأيه، وأعمل عقله، وأشبع رغبات أبنائه، فكان حقاً على الله أن يخلده في النار ويهينه بالعذاب فيها فقال تعالى [وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَتَعَدَّ حُدُودَهُ يُدْخِلْهُ نَارًا خَالِدًا فِيهَا وَلَهُ عَذَابٌ مُهِينٌ] (النساء 13-14).

وسمى الله عز وجل تعاليمه، وأوامره، ونواهيه، وكذا رسول الله صلى الله عليه وسلم حدوداً، وأنتم لا تقبلون من أحد أن يتخطى حدوده معكم وانتم من البشر،

فكيف نرضى أن نتخطى حدود الله عز وجل ونستهين بها.

عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم [إِنَّ الرَّجُلَ لَيَعْمَلُ بِعَمَلِ أَهْلِ الْخَيْرِ سَبْعِينَ سَنَةً، فَإِذَا أَوْصَى حَافَ فِي وَصِيَّتِهِ، فَيُخْتَمُ لَهُ بِشَرِّ عَمَلِهِ، فَيَدْخُلُ النَّارَ، وَإِنَّ الرَّجُلَ لَيَعْمَلُ بِعَمَلِ أَهْلِ الشَّرِّ سَبْعِينَ سَنَةً، فَيَعْدِلُ فِي وَصِيَّتِهِ، فَيُخْتَمُ لَهُ

بِخَيْرِ عَمَلِهِ، فَيَدْخُلُ الْجَنَّةَ، ثُمَّ يَقُولُ أَبُو هُرَيْرَةَ: وَاقْرَءُوا إِنْ شِئْتُمْ {تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ}.