تأخير تقسيم الميراث بعد موت الميت لمدة طويلة بغير عذر- الخطأ الثالث (سلسلة أخطاء المسلمين مع شريعة رب العالمين)

من طرف **سامي فؤاد** الأحد أبريل 23, 2017 11:36 pm

تأخير تقسيم الميراث بعد موت الميت لمدة طويلة بغير عذر.

من الأخطاء التي يقع فيها الكثير من المسلمين تأخير توزيع التركة بعد موت المورث وقد يطول ذلك لمدة طويلة أو غير معلومة الأجل، وهذا يترتب عليه الكثير مما لا يُحمد عقباه، كأكل مال الغير بالباطل إذا أنه يتاجر في مال غيره ويربح منه، دون أن يفرق بين ماله ومال غيره من الورثة، والله عز وجل حرم أكل الأموال بالباطل فقال [يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ إِلَّا أَنْ تَكُونَ تِجَارَةً عَنْ تَرَاضٍ مِنْكُمْ وَلَا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا * وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ عُدْوَانًا وَظُلْمًا فَسَوْفَ نُصْلِيهِ نَارًا وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرًا] (النساء 29-30).

ويحرم مستحقيها الأصليين منها، حتى يلتبس على الناس من هو صاحب الحق من غيره، وربما يستفيد من التركة أحد الأقرباء الأباعد وحرمان من هو أقرب منه.

* فمن الواجب على الورثة تعجيل قسمة التركة حتى لو كان هناك من ورثة المتوفى حمل، وعدم الانتظار لفترة إتمام مدة الحمل، لما في ذلك من إضرار بالورثة وتأخير لانتفاعهم بميراثهم.

واعلم أيها المسلم: أن تأجيل قسمةَ الإرث أو منع تمكين الورثة من نصيبهم بلا عذر أو إذن من الورثة محرَّمٌ شرعًا، وصاحبه آثم على ذلك، وعليه التوبة والاستغفار مما اقترفه، ويجب عليه رَد المظالم إلى أهلها؛ بتمكين الورثة من نصيبهم وعدم الحيلولة بينهم وبين ما تملكوه إرثًا (فتوى دار الإفتاء).

وإذا ترتب على التأخير مردود مادي من الإيجار أو غيره فإنه يوزع على جميع الورثة كلُ حسب نصيبه المقدر له في كتاب الله تعالى؛ إلا إذا تنازل عنه من رضي بالتنازل من الرشداء البالغين.

وأما تقسيم المال بعد التأخير يكون بالقيمة القائمة يوم القسمة ولا اعتبار لما قبل ذلك كما نص عليه أهل العلم .

فسارع أيها المسلم إن كنت قد وقعت في مثل ذلك أن تبريء ذمتك من مثل هذه الحقوق.