المواضيع الأخيرة
المواضيع الأكثر شعبية
رد السنة - الخطأ الأول (سلسلة من أخطاء المسلمين مع شريعة رب العالمين)
صفحة 1 من اصل 1
رد السنة - الخطأ الأول (سلسلة من أخطاء المسلمين مع شريعة رب العالمين)
شاع في أمة رسول الله صلى الله عليه وسلم في بعض الناس منها ردُ سنة النبي صلى الله عليه وسلم رداً كلياً للسنة من أصلها، وفي أخرين ترك السنة تكاسلاً وإهمالاً.
أما النوع الأول وهم من ردوا السنة أصلاً: فحجتهم أن القرآن الكريم محفوظ بحفظ الله تعالى كما قال (إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ) وهذا التعهد الإلهي بحفظ القرآن الكريم لا يشمل السنة التي هي كلام النبي صلى الله عليه وسلم، وهي غير محفوظة وكلام النبي صلى الله عليه وسلم وهو بشر ينسى كما ينسى الناس، ويغضب كما يغضب الناس، فكيف نسجل جميع أحواله ونتعبد بها لله تعالى، خاصة فيما لم يقم عليه دليل في القرآن الكريم.
هذه شبهتهم التي احتجوا بها على رد سنة النبي صلى الله عليه وسلم، وتطاولت ألسنتهم وزاعوا بها على الفضائيات، واستطاعوا ان ينشروا فكراً بغيضاً بين عقول مريضة أكلها الجهل، وعما قلوبها حب الدنيا والتقليد الأعمى للغربيين.
وهؤلاء بفعلهم هذا قد أثبتوا نبوته صلى الله عليه وسلم لأنه صلى الله عليه وسلم قد أخبر بذلك وحذرنا منهم منذ أكثر من ألف وأربعمائة سنة، فقال [ألا إني أوتيتُ الكتابَ ومثلَه معه، ألا يوشِكُ رَجُلٌ شَبعانُ على أريكته يقول: عليكم بهذا القرآن، فما وَجَدتُم فيه من حلالِ فأَحِلُّوه، وما وجدتُم فيه من حَرَامٍ فحَرِّمُوه] (أبو داود 4604).
وقال في رواية أخرى [يُوشِكُ أَحَدُكُمْ أَنْ يُكَذِّبَنِي وَهُوَ مُتَّكِئٌ عَلَى أَرِيكَتِهِ يُحَدَّثُ بِحَدِيثِي، فَيَقُولُ: بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ كِتَابُ اللَّهِ، فَمَا وَجَدْنَا فِيهِ مِنْ حَلَالٍ اسْتَحْلَلْنَاهُ، وَمَا وَجَدْنَا فِيهِ مِنْ حَرَامٍ حَرَّمْنَاهُ، أَلَا وَإِنَّ مَا حَرَّمَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِثْلُ مَا حَرَّمَ اللَّهُ] (مسند أحمد 17194).
وهؤلاء نثبت باطلهم ونرد عليهم بكلمات يسيرة فنقول لهم: إذا كانت حجتكم في الحلال والحرام والعبادات والمعاملات هي القرآن وحده لأنه محفوظ والسنة من قول بشري ينسى ويغضب، فكيف تصلون حينما تجدون في القرآن أمراً من الله يقول [وأقيموا الصلاة]؟ كم عدد تلك الصلوات في القرآن؟ كم عدد ركعاتها؟ ما هي الأوقات التي تصلى فيها؟ وما هي كيفيتها؟ إن لم تعملوا بالسنة فأجيبوا علينا من القرآن.
وكيف تخرجون زكاة أموالكم حينما تجدون في القرآن أمراً من الله يقول [وءاتوا الزكاة]؟ ما هي الأموال التي تخرج منها الزكاة؟ وما نصابها؟ وما شروطها؟ وما هي مخارجها؟ إن لم تعملوا بالسنة فأجيبوا علينا من القرآن.
وكيف تحجون وتعتمرون حينما تجدون في القرآن أمراً من الله يقول [وأتموا الحج والعمرة لله] متى يكون الحج؟ وكيف تتم مناسكه؟ وهكذا العمرة. إن لم تعملوا بالسنة فأجيبوا علينا من القرآن.
وقس على ذلك الكثير والكثير من أحكام الدين كمثال ذلك حد السرقة كيف تقطع اليد؟ ومن أين تقطع؟ وما القدر الذي تقطع فيه؟ وكذلك حرمة الجمع في الزواج بين المرأة وعمتها وخالتها؟ وكذلك الجدة ان وجدت لميت من أين نأتي بتوريثها؟ كيف نعلم الحلال من الحرام في زواجنا وجماع نسائنا، كيف نعرف الحلال من الحرام في بيوعنا وشرائنا وجميع معاملاتنا.
فلا تجد لكل ذلك بياناً وتفسيراً إلا في سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم.
أيها المسلمون عباد الله لا تسمعوا لهؤلاء الذين ينعقون على الفضائيات ليضلوا الناس ويهدموا الدين بحجج كاذبة، فهؤلاء مأجورون لهدم الدين ونزعه من قلوب المسلمين.
الأدلة على وجوب اتباع السنة كثيرة لا حصر لها من القرآن والسنة، لكن أذكركم بالقليل منها: قال الله تعالى [وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ](آل عمران 133). وقوله تعالى [يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا] (النساء 59).، وقال تعالى [مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ وَمَنْ تَوَلَّى فَمَا أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظًا] (النساء 80).
وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ [كُلُّ أُمَّتِي يَدْخُلُونَ الجَنَّةَ إِلَّا مَنْ أَبَى، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَمَنْ يَأْبَى؟ قَالَ: مَنْ أَطَاعَنِي دَخَلَ الجَنَّةَ، وَمَنْ عَصَانِي فَقَدْ أَبَى] (البخاري 7280).
وقال صلى الله عليه وسلم إنَّه من يَعِشْ منكم بَعْدي فسَيَرى اختلافاً كثيراً، فعليكُم بسنَّتي وسُنَّةِ الخُلفاءِ، المَهديِّينَ الرَّاشدينَ، تَمَسَّكوا بها وعَضُّوا عليها بالنَّواجذِ، وإيَّاكم ومُحْدَثاتِ الأمورِ، فإن كُلَّ مُحدَثَةٍ بدْعَةٌ، وكل بدعَةٍ ضَلالةٌ] (أبو داود 4607).
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
مواضيع مماثلة
» استباحة قتل غير المسلمين - الخطأ التاسع (سلسلة أخطاء المسلمين مع شريعة رب العالمين)
» قصر الوصية على عمل معين - الخطأ السابع (سلسلة أخطاء المسلمين مع شريعة رب العالمين)
» تقسيم الميراث قبل الموت - الخطأ الثاني (سلسلة أخطاء المسلمين مع شريعة رب العالمين)
» الجهل بأحكام الدَيْن- الخطأ الرابع (سلسلة أخطاء المسلمين مع شريعة رب العالمين)
» الجهل بأحكام الوصية - الخطأ الثامن (سلسلة أخطاء المسلمين مع شريعة رب العالمين)
» قصر الوصية على عمل معين - الخطأ السابع (سلسلة أخطاء المسلمين مع شريعة رب العالمين)
» تقسيم الميراث قبل الموت - الخطأ الثاني (سلسلة أخطاء المسلمين مع شريعة رب العالمين)
» الجهل بأحكام الدَيْن- الخطأ الرابع (سلسلة أخطاء المسلمين مع شريعة رب العالمين)
» الجهل بأحكام الوصية - الخطأ الثامن (سلسلة أخطاء المسلمين مع شريعة رب العالمين)
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الثلاثاء يونيو 11, 2019 5:54 pm من طرف سامي فؤاد
» وَكُونُوا عِبَادَ اللَّهِ إِخْوَانًا
الجمعة أبريل 26, 2019 6:24 am من طرف سامي فؤاد
» أحكام الحيض والنفاس والاستحاضة
السبت أبريل 06, 2019 1:24 am من طرف سامي فؤاد
» المغالاة في المهور
الأربعاء أكتوبر 10, 2018 5:38 am من طرف سامي فؤاد
» شرح حديث ثلاثة لا يكلمهم الله يوم القيامة
السبت سبتمبر 08, 2018 6:00 am من طرف سامي فؤاد
» أحكام الهدية وهدايا الخاطب والنقوط
السبت سبتمبر 08, 2018 5:58 am من طرف سامي فؤاد
» رسالة إلى الشباب
السبت سبتمبر 08, 2018 5:56 am من طرف سامي فؤاد
» رسالة إلى الخاطب
السبت سبتمبر 08, 2018 5:55 am من طرف سامي فؤاد
» الأضحية أحكام وشروط
السبت أغسطس 11, 2018 6:12 am من طرف سامي فؤاد