المواضيع الأخيرة
المواضيع الأكثر شعبية
جـــود النبي في رمضان
صفحة 1 من اصل 1
جـــود النبي في رمضان
نعيش مع وصف لحال النبي صلى الله عليه وسلم في رمضان، حيث وصفه عبد الله بن عباس رضي الله عنهما، فيما أخرج الإمام البخاري في صحيحه من حديثه أنه قَالَ [كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَجْوَدَ النَّاسِ، وَكَانَ أَجْوَدُ مَا يَكُونُ فِي رَمَضَانَ حِينَ يَلْقَاهُ جِبْرِيلُ، وَكَانَ يَلْقَاهُ فِي كُلِّ لَيْلَةٍ مِنْ رَمَضَانَ فَيُدَارِسُهُ القُرْآنَ،](البخاري 6).
وصف من ابن عباس رضي الله عنهما لحال النبي وهو قدوتنا، لحال النبي وهو أسوتنا، لتعلو به همتُنا، ولنزدادَ به طاعتُنا، وليكثرَ به جودُنا في رمضان.
قال بن عباس كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أجود الناس. فكان صلى الله عليه وسلم موصوفاً بالجود والكرم في رمضان وفي غير رمضان. فهو صلى الله عليه وسلم أجود الآدميين على الإطلاق كما أنه أعلمهم، وأشجعهم، وأفضلهم، وأكملهم، في جميع الأوصاف الحميدة. وكان جوده صلى الله عليه وسلم في كل باب من أبواب الخير، من بذل العلم، والمال وبذل نفسه لإظهار الدين، وهداية العباد، وإيصال النفع إليهم بكل طريق، بإطعام جائعهم، ووعظ جاهلهم، وقضاء حوائجهم، وتحمل أثقالهم، والعفو عن إساءتهم. لهذا قال عنه ابن عباس في أخر الحديث فَلَرَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَجْوَدُ بِالخَيْرِ مِنَ الرِّيحِ المُرْسَلَةِ.
فكان هذا جود النبي صلى الله عليه وسلم في حياته، إلا أنه كان كثير الجود في شهر رمضان
فهيا بنا نرى صوراً من جود النبي صلى الله عليه وسلم لنتعلم منه، ونتأسى به، فيعم الخير علينا من الله تعالى.
فكان من جوده صلى الله عليه وسلم العطاء الواسع: قال جابر بن عبد الله رضي الله عنهما [مَا سُئِلَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ شَيْءٍ قَطُّ فَقَالَ لاَ] (البخاري 6034).
وهذا النوع من الجود كان له أثر بالغ في حياة من حوله من المسلمين ومن غير المسلمين.
قال أن رضي الله عنه [مَا سُئِلَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى الْإِسْلَامِ شَيْئًا إِلَّا أَعْطَاهُ، فَجَاءَهُ رَجُلٌ فَأَعْطَاهُ غَنَمًا بَيْنَ جَبَلَيْنِ (أي كثيرة كأنها تملأ ما بين جبلين)، فَرَجَعَ إِلَى قَوْمِهِ، فَقَالَ: يَا قَوْمِ أَسْلِمُوا، فَإِنَّ مُحَمَّدًا يُعْطِي عَطَاءً لَا يَخْشَى الْفَاقَةَ](مسلم 2312).
وفي رواية أخرى قال: أَيْ قَوْمِ أَسْلِمُوا، فَوَاللهِ إِنَّ مُحَمَّدًا لَيُعْطِي عَطَاءً مَا يَخَافُ الْفَقْرَ.
فَقَالَ أَنَسٌ: إِنْ كَانَ الرَّجُلُ لَيُسْلِمُ مَا يُرِيدُ إِلَّا الدُّنْيَا، فَمَا يُسْلِمُ حَتَّى يَكُونَ الْإِسْلَامُ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِنَ الدُّنْيَا وَمَا عَلَيْهَا.
وبعد ما فتح رسول الله صلى الله عليه وسلم مكة أسلم معه من أسلم من أهلها وكان منهم من اسلم وهو لا يحب النبي صلى الله عليه وسلم ولا الإسلام، ولكن بجود النبي صلى الله عليه وسلم وعطاءه، ما أصبح على الأرض أحب إليه من رسول الله ولا الإسلام.
قال ابن شهاب الزهري [غَزَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ غَزْوَةَ الْفَتْحِ، فَتْحِ مَكَّةَ، ثُمَّ خَرَجَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِمَنْ مَعَهُ مِنَ الْمُسْلِمِينَ، فَاقْتَتَلُوا بِحُنَيْنٍ، فَنَصَرَ اللهُ دِينَهُ وَالْمُسْلِمِينَ وَأَعْطَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَئِذٍ صَفْوَانَ بْنَ أُمَيَّةَ مِائَةً مِنَ النَّعَمِ ثُمَّ مِائَةً ثُمَّ مِائَةً.
قال صَفْوَانُ: وَاللهِ لَقَدْ أَعْطَانِي رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا أَعْطَانِي، وَإِنَّهُ لَأَبْغَضُ النَّاسِ إِلَيَّ، فَمَا بَرِحَ يُعْطِينِي حَتَّى إِنَّهُ لَأَحَبُّ النَّاسِ إِلَيَّ] (مسلم 2312).
وما هذا إلا بجود النبي صلى الله عليه وسلم وكرمه، وعطاءه، وأخلاقه الكريمة، مع المسلم وغير المسلم.
وكان من جوده صلى الله عليه وسلم الحلم والعفو: قال أنس رضي الله عنه [كُنْتُ أَمْشِي مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَعَلَيْهِ بُرْدٌ نَجْرَانِيٌّ غَلِيظُ الحَاشِيَةِ، فَأَدْرَكَهُ أَعْرَابِيٌّ فَجَذَبَهُ جَذْبَةً شَدِيدَةً، حَتَّى نَظَرْتُ إِلَى صَفْحَةِ عَاتِقِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَدْ أَثَّرَتْ بِهِ حَاشِيَةُ الرِّدَاءِ مِنْ شِدَّةِ جَذْبَتِهِ، ثُمَّ قَالَ: مُرْ لِي مِنْ مَالِ اللَّهِ الَّذِي عِنْدَكَ، فَالْتَفَتَ إِلَيْهِ فَضَحِكَ، ثُمَّ أَمَرَ لَهُ بِعَطَاءٍ] (البخاري 3149).
وأيضاً قال أنس رضي الله عنه [بَيْنَمَا نَحْنُ فِي الْمَسْجِدِ مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. إِذْ جَاءَ أَعْرَابِيٌّ فَقَامَ يَبُولُ فِي الْمَسْجِدِ، فَقَالَ أَصْحَابُ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مَهْ مَهْ، قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لَا تُزْرِمُوهُ دَعُوهُ. فَتَرَكُوهُ حَتَّى بَالَ، ثُمَّ إِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دَعَاهُ فَقَالَ لَهُ: إِنَّ هَذِهِ الْمَسَاجِدَ لَا تَصْلُحُ لِشَيْءٍ مِنْ هَذَا الْبَوْلِ، وَلَا الْقَذَرِ إِنَّمَا هِيَ لِذِكْرِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ، وَالصَّلَاةِ وَقِرَاءَةِ الْقُرْآنِ. فَأَمَرَ رَجُلًا مِنَ الْقَوْمِ فَجَاءَ بِدَلْوٍ مِنْ مَاءٍ فَشَنَّهُ عَلَيْهِ](مسلم 285).
هذا هو جود النبي صلى الله عليه وسلم مع من حوله، مع المسلم وغير المسلم، فما هو جودك
أنت تجاه أهلك وقد قال صلى الله عليه وسلم [خَيْرُكُمْ خَيْرُكُمْ لِأَهْلِهِ] كيف تعاملون آباءكم، وأزواجكم في بيوتكم، كيف تتعاملون مع أبنائكم، كيف حال العفو والتراحم في قلوبكم، لأننا لا نقتدي بالنبي صلى الله عليه وسلم في بيوتنا بالجود بالعفو والتراحم صارت المشاكل والنزاعات نغماتٍ ننام عليها ونستيقظ عليها.
وما هو جودك تجاه أرحامك وقد قال الله تعالى للرحم [أَمَا تَرْضَيْنَ أَنْ أَصِلَ مَنْ وَصَلَكِ، وَأَقْطَعَ مَنْ قَطَعَكِ؟ قَالَتْ: بَلَى يَا رَبِّ، قَالَ: فَهُوَ لَكِ.
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: فَاقْرَءُوا إِنْ شِئْتُمْ {فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ](البخاري 5987).
وما هو جودك مع جيرانك محسن أنت معهم أو مسئ، تتحمل أذاهم أو لا، تعفو عن إساءتهم أولا. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم [وَاللَّهِ لاَ يُؤْمِنُ، وَاللَّهِ لاَ يُؤْمِنُ، وَاللَّهِ لاَ يُؤْمِنُ. قِيلَ: وَمَنْ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: الَّذِي لاَ يَأْمَنُ جَارُهُ بَوَائقَهُ] (البخاري6016). البوائق:الظلم والشر والشئ المهلك
ولن تستطع أن تحصل هذا الجودَ إلا بالقرآن، فهو المنهج الرباني القويم، لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ.
لهذا كان جبريل عليه السلام يلقى النبي صلى الله عليه وسلم في كل ليلة من رمضان فيدارسه القرآن، وكان صلى الله عليه وسلم يزداد جوداً فيه.
فمن أراد السلامة في دينه، وفي نفسه وعرضه وماله، فعليه بالاقتداء برسول الله صلى الله عليه وسلم، فهو الذي قال خير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم.
مواضيع مماثلة
» رمضان وفضائله
» مطوية (فضل النبي صلى الله عليه وسلم ووجوب اتباعه )
» العشر الأواخر من رمضان
» شبهة قتال النبي صلى الله عليه وسلم المشركين في الشهر الحرام والرد عليها
» المسلمون في رمضان
» مطوية (فضل النبي صلى الله عليه وسلم ووجوب اتباعه )
» العشر الأواخر من رمضان
» شبهة قتال النبي صلى الله عليه وسلم المشركين في الشهر الحرام والرد عليها
» المسلمون في رمضان
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الثلاثاء يونيو 11, 2019 5:54 pm من طرف سامي فؤاد
» وَكُونُوا عِبَادَ اللَّهِ إِخْوَانًا
الجمعة أبريل 26, 2019 6:24 am من طرف سامي فؤاد
» أحكام الحيض والنفاس والاستحاضة
السبت أبريل 06, 2019 1:24 am من طرف سامي فؤاد
» المغالاة في المهور
الأربعاء أكتوبر 10, 2018 5:38 am من طرف سامي فؤاد
» شرح حديث ثلاثة لا يكلمهم الله يوم القيامة
السبت سبتمبر 08, 2018 6:00 am من طرف سامي فؤاد
» أحكام الهدية وهدايا الخاطب والنقوط
السبت سبتمبر 08, 2018 5:58 am من طرف سامي فؤاد
» رسالة إلى الشباب
السبت سبتمبر 08, 2018 5:56 am من طرف سامي فؤاد
» رسالة إلى الخاطب
السبت سبتمبر 08, 2018 5:55 am من طرف سامي فؤاد
» الأضحية أحكام وشروط
السبت أغسطس 11, 2018 6:12 am من طرف سامي فؤاد