أحكام زكاة الفطر

من طرف **سامي فؤاد** الأربعاء يونيو 15, 2016 2:34 pm

زكاة الفطر من رمضان تسمى بذلك لأن الفطر سببها، ولذلك فهي موقوتة بوقت لا يصح تعجيلها قبله وهو انتهاء الصوم والفطر من رمضان ولا يكون ذلك إلا بعد غروب شمس أخر يوم من رمضان، يبدأ وقت الوجوب والإخراج

وعلى هذا فمن ولد قبل الغروب فعليه زكاة، أما من ولد بعد الغروب فلا زكاة عليه واجبة لأنه وجد بعد زمن الوجوب، ومن مات بعد الغروب فعليه زكاة لأن زمن الوجوب أتى عليه وهو حي أما من مات قبل الغروب فلا زكاة عليه لأنه لم يدركه زمن الوجوب.

ومن هنا نرد قول من قال بجواز إخراج زكاة الفطر من أول رمضان، وليس هذا من عندنا فقط بل بالدليل الوارد عن النبي صلي الله عليه وسلم الذي قال فيه ابن عمر [فرض رسول الله صلى الله عليه وسلم زكاة الفطر صاعا من تمر، أو صاعا من شعير على العبد والحر، والذكر والأنثى، والصغير والكبير من المسلمين، وأمر بها أن تؤدى قبل خروج الناس إلى الصلاة] (البخاري 1503). لكن هناك رخصة في تعجيلها قبل ذلك كما ورد في البخاري من حديث ابن عمر أيضاً [وكانوا يعطون قبل الفطر بيوم أو يومين] (البخاري 1511). فزكاة الفطر وقت إخراجها من بعد غروب شمس أخر يوم من رمضان ويجوز تعجيلها قبل العيد بيوم أو يومين كما فعل الصحابة رضي الله عنهم، ولا تجوز قبل ذلك.

وهي زكاة أبدان فتخرج عن كل نفس ذكر كان أو أنثى، صغير أو كبير، حر أو عبد. أما الجنين في بطن أمه فلا زكاة واجبة عنه، أما لو أخرج عنه وليه جازت وله أجره.

ويخرجها الزوج عن زوجته وأولاده ومن يعولهم وينفق عليهم.

ويجوز بل ويستحب إخراجها للفقراء والمساكين من الأقارب أولاً ثم غيرهم من أهل البلد.

وقيمتها: صاع من أغلب قوت البلد لأن هذا هو الوارد فيها عن رسول الله صلى الله عليه وسلم كما جاء في صحيح البخاري [فرض رسول الله صلى الله عليه وسلم زكاة الفطر صاعا من تمر، أو صاعا من شعير] (البخاري 1511).

لكن قد يقول قائل أن التمر والذبيب ليسا بقوت وليست الناس بحاجة إليهما بل هم بحاجة إلى النقود إذن نخرج قيمتها نقود!! نرد عليه بأن الأمر لا يقف بالاستدلال بحديث وترك أخر فقد ورد في رواية أبي سعيد الخدري أن زكاة الفطر من أي طعام يقتاته الناس، قال أبو سعيد [كنا نخرج زكاة الفطر صاعا من طعام، أو صاعا من شعير، أو صاعا من تمر، أو صاعا من أقط، أو صاعا من زبيب] (البخاري 1506). فهذا الحديث بين أنها من طعام أي غالب قوت البلد التي تعيش فيها.

وعليه فزكاة الفطر صاع. تكون بالكيلوجرامات حوالي 2 كيلو ونصف من الأرز، أو القمح، أو المكرونة، أو الدقيق، أو تساوي 2 كيلو وربع من اللوبيا والفاصوليا والعدس، أو تساوي 2 كيلو من التمر أو الزبيب.

أما من يقولوا بأن مصلحة الفقير أن نخرجها نقود ونعجل بها من أول رمضان، فهؤلاء يفترون على الله الكذب وعلى النبي صلى الله عليه وسلم لأنهم يتهمون الله (عياذا بالله) أنه ما كان يعلم مصلحة الفقير حينما فرض على عباده زكاة الفطر، وأيضا يتهمون رسول الله بأنه شدد على فقراء الأمة حينما فرض زكاة الفطر فعسر عليهم.

فزكاة الفطر عبادة لا يمكن التلاعب بها ولا بصورتها ولا بحقيقتها، وإن كان ذلك يجوز فلم لا يجوز التلاعب بالأضحية التي هي سنة وليست فريضة لما لا يجوز أن نخرج مكانها نقود لمصلحة الفقير، فالذين يجوزون اخراج زكاة الفطر نقود وهي فرض، يرفضون اخراج القيمة عن الأضحية وهي سنة! سبحان الله.

وأخيرا أخي المسلم أختي المسلمة عليك بما أمر به الله وبما جاء به رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولا عليك بكلام من يقول ويتبع الهوى ويتعصب لمذهب أو لرأي شيخ من المشايخ.

تقبل الله منا ومنكم.