منظومة القواعد الفقهية الدرس الأول (مقدمة لماذا نتعلم القواعد الفقهية؟ وتعريف القاعدة)

من طرف **سامي فؤاد** الخميس ديسمبر 03, 2015 7:11 pm

شرح منظومة القواعد الفقهية للشيخ عبد الرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله

الدرس الأول: 20 صفر 1437هـ - 2/12/2015م

مقدمة لماذا نتعلم القواعد الفقهية؟ – تعريف القاعدة.

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله

أما بعد: وقع اختياري في هذا الباب على منظومة القواعد الفقهية للشيخ عبد الرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله لكثرة ثناء العلماء عليها، ولأن كاتبها بارع في هذا العلم، ولأنها جامعة نافعة، سهلة الحفظ والفهم.

وسيكون منهج الدروس في شرح المنظومة، نقل من شروح أكثر من شيخ حتى أخرج بأبسط شرح، وأوسع فهم إن شاء الله تعالى. وسأذكر مع كل نقل للشرح اسم شارحه والمرجع لذلك. والله المستعان

وقبل البدء في شرح المنظومة لابد من ذكر بعض الأمور:

أولاً: فوائد دراسة القواعد الفقهية ونجملها فيما يلي:

1- أنها تضبط للفقيه المسائل، فهي وإن تشعبت أفرادها إلا أن لديه زمامَها، فيستطيع أن يلم شعثها، وأن يستحضر أحكامها.

2- أنها تمكن الفقيه من معرفة الأحكام لمسائل جديدة وذلك بتطبيق القاعدة، والنظر في مدى انطباقها على المسألة.

3- أن معرفة القواعد يحفظ الفقيه من الوقوع في التناقض.

4- أنها تعين في معرفة مقاصد الشرع الحكيم.

قال الإمام القرافي (ت:684): «وهذه القواعد مهمة في الفقه عظيمة النفع وبقدر الإحاطة بها يعظم قدر الفقيه ويشرف، ويظهر رونق القفه ويعرف، وتتضح مناهج الفتاوى وتكشف، فيها تنافَس العلماء، وتفاضل الفضلاء، وبرز القارح على الجذع، وحاز قصب السبق من فيها برع، ومن جعل يُخَرِّج الفروع بالمناسبات الجزئية دون القواعد الكلية تناقضت عليه الفروع واختلفت، وتزلزلت خواطره فيها واضطربت، وضاقت نفسه لذلك وقنطت، واحتاج إلى حفظ الجزيئات التي لا تتناهى، وانتهى العمر ولم تقض نفسه من طلب مناها.

تعريف القاعدة:

لغة: الأساس، وهي أصل الشيء الذي يُبنى عليه، حسياً كان أم معنوياً. فالحسي: كقواعد البيت وهي أركانه التي يُبنى عليها. من قوله تعالى [وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَإِسْمَاعِيلُ رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا] (البقرة من الآية 127). وقوله تعالى [فَأَتَى اللَّهُ بُنْيَانَهُمْ مِنَ الْقَوَاعِدِ] (النحل من الآية 26).

والمعنوي: كقواعد الدين، أي أسس الدين. ( شرح المنظومة للشيخ عبد المحسن الزامل).

واصطلاحاً: هي حكم شرعي كلي تندرج تحته مسائل كثيرة في أبواب متفرقة، كقولهم: الأمور بمقاصدها أو الأعمال بالنيات، فتجد مسألة في الطهارة تندرج في هذه القاعدة، فيشترط للوضوء النية، وتجد مسألة كذلك في الزكاة، وتجد مسألة في الصلاة. (شرح المنظومة للشيخ حمد الحمد)

مأخذ القواعد الفقهية: (من أين تؤخذ القواعد وتأصل)

قد تؤخذ من النص (الكتاب أو السنة)، كقاعدة الأمور بمقاصدها، فإنها تؤخذ من قول النبي عليه الصلاة والسلام: (إنما الأعمال بالنيات، وإنما لكل امرئ ما نوى) متفق عليه.

وقد تؤخذ من الإجماع كقاعدة: لا اجتهاد مع النص. وقد تؤخذ بالاستنباط، كقاعدة: المشقة تجلب التيسير.

إلى اللقاء في الدرس القدم إن شاء الله

أخوكم أبو عبد الرحمن