بسم الله الرحمن الرحيم
  السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله:
ومما ينبغي أن يعلم أن فضل القراءة والذكر والدعاء والصلاة وغير ذلك قد يختلف باختلاف حال الرجل، فالقراءة بتدبر أفضل من القراءة بلا تدبر، والصلاة بخشوع وحضور القلب أفضل من الصلاة بدون ذلك وفي الآثر: "إن الرجلين ليكون مقامهما في الصف واحد وبين صلاتيهما كما بين السماء والأرض" وكان بعض الشيوخ يرقى بـ (قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ) وكان لها بركة عظيمة، فيرقى بها غيره فلا يحصل ذلك فيقول: ليس (قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ) من كل أحد تنفع كل أحد.
وإذا عرفت ذلك فقد يكون تسبيح بعض الناس أفضل من قراءة غيره، يكون قراءة بعض السور من بعض الناس أفضل من قراءة غيره لـ (قل هو الله أحد) وغيرها، والإنسان الواحد يختلف أَيضًا حاله، فقد يفعل العمل المفضول على وجه كامل فيكون به أفضل من سائر أعماله الفاضلة، وقد غفر الله لبغي لسقيها الكلب، كما ثبت ذلك في الصحيحين، وهذا لما حصل لها في ذلك العمل من الأعمال القلبية وغيرها.
وقد ينفق الرجل أضعاف ذلك فلا يغفر له، لعدم الأسباب المزكية للعمل، فإن الله إنما يتقبل من المتقين، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح: "لو أنفق أحدكم مثل أحد ذهبا ما بلغ مد أحدهم ولا نصيفه" يقوله عن أصحابه السابقين الأولين رضي الله عنهم