اداب نبوية للبيوت الإسلامية 5 (إطفاء السرج والمصابيح)

من طرف **سامي فؤاد** الجمعة أكتوبر 23, 2015 9:19 pm

الأدب الخامس

بقي معنا الأدب الأخير من آداب هذا الحديث وهو قوله صلى الله عليه وسلم {وَأَطْفِئُوا مَصَابِيحَكُمْ}.

وهذا الأدب فيه من الإعجاز ما فيه، وفيه دليل على نبوءته صلى الله عليه وسلم .

فقد قال ذلك منذ أكثر من 1400 سنة ثم يكتشف العلماء الأن إعجاز في قول النبي صلى الله عليه وسلم وهو الضرر الذي تحصل من مخالفة ذلك الأمر النبوي والذي سنبينه إن شاء الله.

ولكن قبل ذلك نريد أن نفرق بين الألفاظ الواردة في هذا الأمر فقد ورد عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال {َأَطْفِئُوا مَصَابِيحَكُمْ} وقال في أخرى { إذا نِمْتُمْ فَأَطْفِئُوا سُرُجَكُمْ } (أبو داود 5247).

والسراج هو المصباح الذي يضيء بالزيت [الكيروسين].

ثم علل ذلك بقوله { فَإِنَّ الفُوَيْسِقَةَ رُبَّمَا اجْتَرَّتِ الفَتِيلَةَ فَأَحْرَقَتْ أَهْلَ البَيْتِ} (البخاري 3316). والفويسقة: هي الفأرة.

وقد حدث ذلك مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فعن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما قال { جَاءَتْ فَأْرَةٌ فَأَخَذَتْ تَجُرُّ الْفَتِيلَةَ فَجَاءَتْ بِهَا فَأَلْقَتْهَا بَيْنَ يَدَيْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عَلَى الْخُمْرَةِ الَّتِي كَانَ قَاعِدًا عَلَيْهَا فَأَحْرَقَتْ مِنْهَا مِثْلَ مَوْضِعِ الدِّرْهَمِ فَقَالَ: إِذَا نِمْتُمْ فَأَطْفِئُوا سُرُجَكُمْ، فَإِنَّ الشَّيْطَانَ يَدُلُّ مِثْلَ هَذِهِ عَلَى هَذَا فَتُحْرِقَكُمْ} (أبو داود 5247).

فبين أن الذي يدل الفأرة على أن تفعل ذلك هو الشيطان.

لأجل ذلك حذر رسول الله صلى الله عليه وسلم من النار بكل أشكالها فعن أبي مُوسَى رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ {احْتَرَقَ بَيْتٌ بِالْمَدِينَةِ عَلَى أَهْلِهِ مِنْ اللَّيْلِ فَحُدِّثَ بِشَأْنِهِمْ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فقَالَ إِنَّ هَذِهِ النَّارَ إِنَّمَا هِيَ عَدُوٌّ لَكُمْ فَإِذَا نِمْتُمْ فَأَطْفِئُوهَا عَنْكُمْ} (البخاري 6294).

قال أهل العلم بأنه ينبغي على أهل البيت الذي فيه نار أو مصابيح تعمل بالزيت (الكيروسين) أن يطفئوها قبل النوم ويتأكد ذلك على أخرهم يقظة قبل نومه.

أما الرواية الثانية التي نصها {َأَطْفِئُوا مَصَابِيحَكُمْ} هي التي فيه وجه الإعجاز، فالمصابيح الآن هي التي تعمل بالكهرباء وأصبح استخدامها الآن في جميع الأوقات والأغراض، وهذا قد يؤدي إلى الإفراط في استعمالها مما يؤدي إلى الأضرار.

تابعونا في الحلقة القادمة أبو عبد الرحمن