المواضيع الأخيرة
المواضيع الأكثر شعبية
الدرس الثاني من شرح أصول السنة للإمام أحمد (التمسك بهدي الصحابة والاقتداء بهم)
صفحة 1 من اصل 1
الدرس الثاني من شرح أصول السنة للإمام أحمد (التمسك بهدي الصحابة والاقتداء بهم)
قال الإمام أحمد رحمه الله تعالى [أصول السنة عندنا التمسك بما كان عليه أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، والاقتداء بهم، وترك البدع؛ وكل بدعة فهي ضلالة، وترك الخصومات في الدين].
الشرح:
وقفت في الدرس الماضي مع حضراتكم حول تعريف الأصل وهو ما يبنى عليه غيره، ومعنى أصول السنة، وهي أصول الدين، فالمقصود بالسنة في كلام الإمام أحمد الدين كله الذي جاء به رسول الله صلى الله عليه وسلم من عند ربه، وهما اثنان لا ثالث لهما القرآن والسنة، وبينت معنى قوله (عندنا) أي عند أهل السنة الذين تمسكوا بها واجتمعوا عليها.
واليوم بعون الله نكمل شرح كلام الإمام أحمد في قوله:
[التمسك بما كان عليه أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، والاقتداء بهم]
أولاً: لابد أن نعرف من هو الصحابي حتى نعرف من هو الذي نقتدي به في عبادتنا وعقيدتنا.
** تعريف الصحابي: قال ابن حجر: وأصح ما وقفت عليه من ذلك أن الصحابي من لقي النبي صلى الله عليه وسلم مؤمناً به، ومات على الإسلام؛ فيدخل فيمن لقيه من طالت مجالسته له أو قصرت، ومن روى عنه أو لم يرو، ومن غزا معه أو لم يغز، ومن رآه رؤية ولو لم يجالسه، ومن لم يره لعارض كالعمى. ويخرج بقيد الإيمان من لقيه كافراً ولو أسلم بعد ذلك إذا لم يجتمع به مرة أخرى.
** التمسك بما كان عليه أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يكون في كل أمور دينهم وليس في أمور دنياهم.
** والاقتداء بهم: معناه ألا نتبع واحداً منهم دون الأخرين وخاصة لو كان في فعل معصية كفعل ماعز للزنا، وعبد الله بن حمار في شرب الخمر.
وهذا الاقتداء بجملة الصحابة لا بأحدهم يرد ويثبت بطلان وضعف حديث أصحابي كالنجوم بأيهم اقتديتم اهتديتم.
فلا نقتدي بصحابي خالفه غيره، وإنما الاقتداء بجملة فعل الصحابة.
وذلك خلافاً لأهل البدع فإنما يتبعون أهوائهم، ويعتمدون على عقولهم الفاسدة أو يزعمون أنهم يعتمدون على لغة العرب أو غيرها من القياسات الفاسدة.
** ومن الأدلة على وجوب التمسك بما كانوا عليه والاقتداء بهم من القرآن والسنة:
1. قد أوجب القرآن اتباع الصحابة رضوان الله عليهم ولزوم طريقتهم، وتوعد من يخالف سبيلهم بالعذاب الأليم، قال الله تعالى {وَمَنْ يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيرًا} (النساء 117)، وهل كان المؤمنون عند نزول هذه الآية الكريمة إلا هم؟
2. وقال تعالى: {فَإِنْ آَمَنُوا بِمِثْلِ مَا آَمَنْتُمْ بِهِ فَقَدِ اهْتَدَوْا وَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّمَا هُمْ فِي شِقَاقٍ فَسَيَكْفِيكَهُمُ اللَّهُ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ} (البقرة 137).
هذا دليل صريح في أن الذي كان عليه الصحابة رضوان الله عليهم هو الهدى والحق، ومن اهتدى به فإنه على هدى وعلى صراط مستقيم.
فالصحابة هم المعنيون بما في الآية أولًا، ثم من سار على دربهم واقتدى بهم من بعدهم ثانيًا.
3. وقوله تعالى {قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ} (يوسف: 108).
والصحابة رضي الله عنهم هم أول أتباع النبي صلى الله عليه وسلم، فهم على سبيل النبي صلى الله عليه وسلم يدعون إلى الله على بصيرة.
4. ثناء الله عز وجل عليهم ورضاه عنهم، قال الله عز وجل {وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ} (التوبة: 100)
5. وتزكية الرسول صلى الله عليه وسلم لهم، فقال صلى الله عليه وسلم [خَيْرُ النَّاسِ قَرْنِي ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ ثُمَّ يَجِيءُ قَوْمٌ تَسْبِقُ شَهَادَةُ أَحَدِهِمْ يَمِينَهُ وَيَمِينُهُ شَهَادَتَهُ] (البخاري 2652).
فهذه الآيات والأحاديث دليل على أنهم على هدى وخير وأنهم أهل للاقتداء والاتباع.
6. وقد كثر الاختلاف والتفرق بين المسلمين بعد عهد السلف الصالح رضوان الله عليهم، وكل فرقة تفسر النصوص على فهمها، فتجدهم مختلفين في ذلك، وكل فرقة تدعي أن فهمها للنصوص هو الحق، فمن نتبع؟
الجواب في قول النبي صلى الله عليه وسلم [فَإِنَّهُ مَنْ يَعِشْ مِنْكُمْ يَرَى اخْتِلَافًا كَثِيرًا وَإِيَّاكُمْ وَمُحْدَثَاتِ الْأُمُورِ فَإِنَّهَا ضَلَالَةٌ فَمَنْ أَدْرَكَ ذَلِكَ مِنْكُمْ فَعَلَيْهِ بِسُنَّتِي وَسُنَّةِ الْخُلَفَاءِ الرَّاشِدِينَ الْمَهْدِيِّينَ عَضُّوا عَلَيْهَا بِالنَّوَاجِذِ] (أبو داود 4607).
وكذلك قوله صلى الله عليه وسلم [وَإِنَّ بَنِي إِسْرَائِيلَ تَفَرَّقَتْ عَلَى ثِنْتَيْنِ وَسَبْعِينَ مِلَّةً وَتَفْتَرِقُ أُمَّتِي عَلَى ثَلَاثٍ وَسَبْعِينَ مِلَّةً كُلُّهُمْ فِي النَّارِ إِلَّا مِلَّةً وَاحِدَةً، قالوا: ومن هي يا رسول الله؟ قال: مَا أَنَا عَلَيْهِ وَأَصْحَابِي] (الترمذي 2641).
فهذه أدلة صريحة على أن الحق هو اتباع منهج وفهم الصحابة رضوان الله عليهم للنصوص الشرعية.
مواضيع مماثلة
» الدرس الأول من شرح أصول السنة للإمام أحمد (أصول السنة عندنا)
» شرح الموطأ - الدرس الثاني
» الدرس الثاني من تفسير سورة المجادلة
» الأصول الثلاثة الدرس الثاني بداية المتن
» تفسير السعدي الدرس الثاني (تابع سورة الفاتحة 1-4)
» شرح الموطأ - الدرس الثاني
» الدرس الثاني من تفسير سورة المجادلة
» الأصول الثلاثة الدرس الثاني بداية المتن
» تفسير السعدي الدرس الثاني (تابع سورة الفاتحة 1-4)
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الثلاثاء يونيو 11, 2019 5:54 pm من طرف سامي فؤاد
» وَكُونُوا عِبَادَ اللَّهِ إِخْوَانًا
الجمعة أبريل 26, 2019 6:24 am من طرف سامي فؤاد
» أحكام الحيض والنفاس والاستحاضة
السبت أبريل 06, 2019 1:24 am من طرف سامي فؤاد
» المغالاة في المهور
الأربعاء أكتوبر 10, 2018 5:38 am من طرف سامي فؤاد
» شرح حديث ثلاثة لا يكلمهم الله يوم القيامة
السبت سبتمبر 08, 2018 6:00 am من طرف سامي فؤاد
» أحكام الهدية وهدايا الخاطب والنقوط
السبت سبتمبر 08, 2018 5:58 am من طرف سامي فؤاد
» رسالة إلى الشباب
السبت سبتمبر 08, 2018 5:56 am من طرف سامي فؤاد
» رسالة إلى الخاطب
السبت سبتمبر 08, 2018 5:55 am من طرف سامي فؤاد
» الأضحية أحكام وشروط
السبت أغسطس 11, 2018 6:12 am من طرف سامي فؤاد