المواضيع الأخيرة
المواضيع الأكثر شعبية
ثلاث تهدم الإسلام
صفحة 1 من اصل 1
ثلاث تهدم الإسلام
عنوان الخطبة: ثلاث تهدم الإسلام
[ltr]الموضوع: توحيد ومنهج[/ltr]
إلقاء الشيخ: عبد الرحمن بن صالح الحجي
رابط لاستماع الخطبة: http://www.alamralawal.com/ressources/khotab/rm/051.RA
الخطبة الأولى
إن الحمد لله, نحمده ونستعينه, ونستغفره ونتوب إليه, ونعوذ بالله من شرور أنفسنا, ومن سيئات أعمالنا, من يهد الله فلا مضل له, ومن يضلل فلا هادي له, وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له, وأشهد أن محمدًا عبد الله ورسوله صلى الله عليه وسلم تسليمًا كثيرًا.
أما بعد, أيها الناس, اتقوا الله تعالى حق التقوى, بفعل ما يأمركم به, وترك ما ينهاكم عنه, وتوقي حدوده, فإن هذا ملاك الأمر كله, وهذه وصية الله للأولين والآخرين, ووصية النبي صلى الله عليه وسلم لكم في حياته وهو مودع,واعلموا أن خير الحديث كتاب الله تعالى, وخير الهدي هدي رسول الله صلى الله عليه وسلم, وشر الأمور في الدين محدثاتها, وكل محدثة بدعة, وبدعة ضلالة.
أيها الإخوة في الله, قال عُمَر بن الخطاب رضي الله عنه لزياد بن حدير: يا زياد أتعرف ما يهدم الإسلام؟ أتعرف ما يهدم الإسلام؟ قال: لا يا أمير المؤمنين, قال: لكني والله أدري, يهدم الإسلام ثلاث, زلة عالم وجدال منافق بالقرآن والأئمة المضلون.
وكل هذه الثلاث جاءت فيها أحاديث صحيحة عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان أخوف ما يخاف على أمته الأئمة المضلين ومنافق عليم اللسان يجادلهم بشبهات القرآن وزلة العالم.
أيها الإخوة في الله, فأما الأمر الأول وهو الأئمة المضلون, فإن هذا يهدم الإسلام حقًا لأن الناس تبع لرؤوسهم, أئمتهم في الدنيا وأئمتهم في الدين, فإذا كان هؤلاء الأئمة الذين تصدروا أو صُدِّروا, وأعطاهم الله الرئاسة على الناس يضلونهم عن سبيل الله, هدموا الإسلام ؛لأن فتنتهم أعظم من كل فتنة, ولذلك قال أهل العلم في تفسير قول الله تعالى ﴿واجعلنا للمتقين إمامًا﴾ قالوا يعني نقتدي بمن قبلنا ويقتدي بنا من بعدنا, أي نتبع السابقين بإحسان لا نشذ ولا نبتدع ولا نخترع لأمة الإسلام ما لم يشرع لها نبيها صلى الله عليه وسلم, هؤلاء أئمة المتقين, وأما الأئمة المضلين فهم الذين يفتنون الناس ويضلونهم, فأما أئمة الدنيا فقد أخبرنا النبي عليه الصلاة والسلام وأوصانا مرارًا حتى وهو مودع بأن نعطيهم حقهم, إلا إن أمرونا بمعصية فلا طاعة لمخلوق في معصية الخالق, قال حرب الكرماني رحمه الله في رسالته السنة: وإذا أمرك الإمام بأمر هو لله معصية وجب عليك ثلاثة أشياء الأمر الأول ألا تطيعه البتة والأمر الثاني ألا تخرج عليه بسيف ولا يد ولا لسان ولا تجعل هذا الأمر ذريعة للخروج، والأمر الثالث ألا تمنعه حقه فتصلي خلفه وتحج معه وتغزو معه وتؤدي له الزكاة, ولكنك في تلك المعصية لا تطيعه هذا هو الواجب في هذا الأمر, ثم إذا هُدِّد الإنسان بسيف أو سوط فإن قَوِيَ أن يقدم نفسه دون دينه فحسن, وإلا فله رخصة, حتى يبقى أفراد من الناس يتعين عليهم الواجب ولا يحل لهم الأخذ بالرخصة, كما فعل الإمام أحمد رحمه الله تعالى, لما حمل إمام زمانه الناس على بدعة شنيعة, بدعة هي الكفر وهي القول بخلق القرآن, فلما رأى أهل زمانه قد ركبوا الرخصة, علم أنه تعين عليه الأمر, فصبر على ذلك, وقد كان عازمًا ألا يرجع ولو قُتِل, وهذا هو الواجب عليه -رحمه الله- وأيده الله بنصر من عنده, قال الله تعالى ﴿إن الذين يكفرون بآيات الله ويقتلون النبيين بغير حق ويقتلون الذين يأمرون بالقسط من الناس فبشرهم بعذاب أليم﴾ يعني أن هؤلاء يأمرون بالقسط حتى يقتلوا ولا يرجعون عن ذلك حتى لا يهلك الناس, هؤلاء هم الأئمة الحقيقيون.
واعلموا أن أئمة الدنيا أثرهم في الأمة أقل من أثر أهل الدين, كما قال عبدالله بن مسعود: إنما هلك بنو إسرائيل على أيدي قرائهم وفقهائهم, وإن هلاك أمة محمد صلى الله عليه وسلم سيكون على أيدي قرائهم وفقهائهم, انظروا في التاريخ, هلاك الأمم وتركها لدينها لا يكون في الغالب عن طريق فساقها ولا سلاطينها, وإنما يكون على أيدي قرائهم وفقهائهم, الذين يزينون لهم سوء أعمالهم ويَحرِفونهم عن دينهم ويلبسون الحق بالباطل ويكتمون الحق وهم يعلمون, هنا يهلكون, فهؤلاء هم الأئمة المضلون, فاحذروهم , واعرفوا دينكم تعرفوا أهله, واعرفوا سنة رسولكم صلى الله عليه وسلم وما كان عليه هو وأصحابه تعرفوا من لزمها ومن حاد عنها, لأنه عليه الصلاة والسلام بين أن الفرقة الناجية من كان على مثل ما كان عليه وأصحابه.
والثاني مما يهدم الإسلام زلة العالم, عالم رباني عالم حقيقي, ليس عالما مزيفًا من الرؤوس الجُهَّال الذين حذر منهم النبي صلى الله عليه وسلم, هذا يكون من الأول من الأئمة المضلين, أو يكون من الثالث, المنافق عليم اللسان الذي يجادل الأمة بشبهات القرآن, لكن هذا الثاني عالم رباني لكنه زل, من ذا الذي يعصم من الخطأ, زل وأخطأ, هذه الزلة تهدم الإسلام, قد يُعذَر فيها, لكنه يأتي بعده من يتشبث بها, وكلما نوصح قال: أفتى بها فلان, وهذه فتوى العالم الفلاني, وهكذا حتى يتسع الخرق على الراقع, ولذلك قال عُمَر وقبله رسول الله صلى الله عليه وسلم أن هذا الأمر مما يهدم الإسلام, أمَا إنا لا نملك للعالم ألا يزل, فإنه بشر يخطئ ويصيب, ولكنا نملك ألا نتبعه في زلته, قال الله تعالى ﴿فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول﴾ وهذا بفهم السابقين الأولين من المهاجرين والأنصار, فإذا كان العالم قد أخطأ هذا الأمر, فإنه لا يُتبَع في زلته مهما كان قدره, مهما كان قدره, وإلا, لو جمعت زلات العلماء تجَمَّع الشر فيك كله, كما قال السلف, قال المعتمر بن سليمان التيمي: سمعني أبي وأنا أنشد الشعر, قال يا بني لا تفعل هذا, فقلت يا أبي هذا الحسن وابن سيرين كانوا يفعلونه, قال يا بني إنك إن أخذت شر ما في الحسن وشر ما في ابن سيرين تجَمَّع فيك الشر كله.
فهذه الثانية وهذه أمرها سهل لمن يخاف الله عز وجل, ولمن كان همه مراد الله, فإذا عرف أن العالم قد زل وذلك ببيان العلماء الآخرين الذين هم مثله أو أعلم منه تجنب هذه الزلة, وحفظ للعالم حقه ولم يتبعه فيها, وحذر الناس من هذه الزلة حتى لا يهدم الإسلام.
وأما الأمر الثالث إخوتي في الله مما يهدم ديننا هذا هدمًا؛ فهو منافق عليم اللسان, قد يُظهِر الالتزام والصلاح والخير والدعوة, وقد لا يُظهِر ذلك, لكنه من أهل الدنيا في باطنه وفي قلبه, وهو عليم اللسان كما هي صفة المنافقين, ﴿وإن يقولوا تسمع لقولهم﴾, يأتي إلى الناس ويجادلهم بشبهات القرآن, والقرآن فيه شبهات وضعها الله لحكمة, فيُشبِّه على الناس أمر دينهم,قال الله ﴿فأما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله وما يعلم تأويله إلا الله﴾, ودواء هذا الأمر الثالث هو ما قال عليه الصلاة والسلام كما في حديث عائشة رضي الله عنها عند مسلم, قالت عائشة: قرأ النبي صلى الله عليه وسلم هذه الآية السابعة من سورة آل عمران ﴿هو الذي أنزل عليك الكتاب منه آيات محكمات هن أم الكتاب وأخر متشابهات﴾ الآية, ثم قال عليه الصلاة والسلام, «فإذا رأيتم الذين يتبعون ما تشابه منه فأولئك الذين سمى الله فاحذروهم», يعني أنهم الذين في قلوبهم زيغ, فاحذروهم وحذروا الناس منهم, وافصلوا بينهم وبين الأمة, (هم العدو فاحذرهم), هذا دواؤهم لأنهم يأتون للناس في المقتل, يأتون للناس لا بقول الشيطان وأولياء الشيطان, وإنما يحتجون بالقرآن وبالسنة, لكنهم يحتجون بالمتشابه ويتركون المحكم, في قلوبهم زيغ كما سماهم الله عز وجل, وما أكثرهم لا كثرهم الله, ملئوا البر والسهل والبحر, فيا إخوتي في الله, هذا زمان تكاثرت فيه الأمور التي تهدم الإسلام, فمن سرَّه أن يلقى الله غدًا مسلمًا وأن تأته منيته وهو يشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله وقد ثبت على السُّنة, فليعرف الشر ليتوقاه, يعرف ما يهدم الإسلام ليحذر منه, ويفر بدينه من الفتن ويسأل الله العصمة, ومن كانت نيته صالحة لم يخذله الله تبارك وتعالى, ﴿يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة ويضل الله الظالمين ويفعل الله ما يشاء﴾, فهذه ثلاث تهدم الإسلام, زلة العالم والأئمة المضلين وجدال المنافق بشبهات القرآن, أعاذنا الله وإياكم من الفتن ما ظهر منها وما بطن, ورزقنا الثبات على السُّنة والعضَّ عليها بالنواجذ والحياة عليها والموت عليها, إنه ولي ذلك والقادر عليه, أقول ما تسمعون وأستغفر الله لي ولكم فاستغفروه.
الحمد لله رب العالمين, والعاقبة للمتقين, ولا عدوان إلا على الظالمين, وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له, وأشهد أن محمدًا عبد الله ورسوله صلى الله عليه وسلم تسليماً كثيرًا, إخوتي في الله:
قالت عائشة رضي الله عنها: ما استكمل النبي صلى الله عليه وسلم صيام شهر قط غير رمضان وما صام في شهر قط أكثر منه في شعبان كان يصومه كله إلا قليلا منه, والعبادة إخوتي في الله حسنة في كل وقت, العبادة الحسنة وليست بالضرورة العبادة الكثيرة ولكنها الحسنة الخالصة المتقنة هذه ضرورية للعبد في كل وقت, ولكنها في أوقات الفتن أعظم ضرورة, وفي أوقات ضعف الإسلام أعظم ضرورة, فإنها تورث العبد اليقين والفرح والاستبشار ومحبة الآخرة والزهد في الدنيا والرزانة والثبات والتعقل, هذه العبادة التي أمرنا الله بها تنهاه عن الفحشاء والمنكر فاستكثروا يا رعاكم الله, وأحسنوا العبادة وقولوا اللهم أعنا على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك, وما استُقبِل رمضان بمثل صيام شعبان أو ما تيسر منه, حتى إذا جاءت الفريضة وإذا العبد قد تهيأ لها أحسن تهيؤ بفضل الله عز وجل وبتوفيقه وبمعونته, اللهم أعنا على ذكرك وشكرك وعلى حسن عبادتك, اللهم اجعلنا من أمثل عبيدك وأسرعهم في مراضيك وأبعدهم عن حدودك يا رب العالمين, اللهم يسر لنا ما يرضيك, اللهم إنا نسألك حبك وحب من يحبك وحب كل عمل يقربنا إلى حبك, واجعل حبك أحب إلينا من الماء البارد على الظمأ, اللهم إنا نسألك رضاك والجنة ونعوذ بك من سخطك والنار, اللهم أعزنا بالإسلام والسُّنة, وأعز الإسلام والسُّنة بنا يا رب العالمين, اللهم أعز أهل السُّنة المستمسكين بها العاضِّين عليها بالنواجذ في كل أرض فوق الأرض يا رب العالمين, اللهم أعزهم وأظهرهم وثبتهم واربط على قلوبهم واجمع شملهم يا حي يا قيوم, يا رب العالمين, وصلى الله وسلم على عبده ورسوله محمد.
أبو لقمان- المساهمات : 231
تاريخ التسجيل : 06/11/2015
مواضيع مماثلة
» مطوية (ثلاث من جمعهن فقد جمع الإيمان)
» شرح نواقض الإسلام
» إنحلال عرى الإسلام
» الإسلام والمنــازعة
» سلسلة أحاديث ليست أحاديث لا عزاء بعد ثلاث
» شرح نواقض الإسلام
» إنحلال عرى الإسلام
» الإسلام والمنــازعة
» سلسلة أحاديث ليست أحاديث لا عزاء بعد ثلاث
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الثلاثاء يونيو 11, 2019 5:54 pm من طرف سامي فؤاد
» وَكُونُوا عِبَادَ اللَّهِ إِخْوَانًا
الجمعة أبريل 26, 2019 6:24 am من طرف سامي فؤاد
» أحكام الحيض والنفاس والاستحاضة
السبت أبريل 06, 2019 1:24 am من طرف سامي فؤاد
» المغالاة في المهور
الأربعاء أكتوبر 10, 2018 5:38 am من طرف سامي فؤاد
» شرح حديث ثلاثة لا يكلمهم الله يوم القيامة
السبت سبتمبر 08, 2018 6:00 am من طرف سامي فؤاد
» أحكام الهدية وهدايا الخاطب والنقوط
السبت سبتمبر 08, 2018 5:58 am من طرف سامي فؤاد
» رسالة إلى الشباب
السبت سبتمبر 08, 2018 5:56 am من طرف سامي فؤاد
» رسالة إلى الخاطب
السبت سبتمبر 08, 2018 5:55 am من طرف سامي فؤاد
» الأضحية أحكام وشروط
السبت أغسطس 11, 2018 6:12 am من طرف سامي فؤاد