المواضيع الأخيرة
المواضيع الأكثر شعبية
التوحيد لا بواكي له
صفحة 1 من اصل 1
التوحيد لا بواكي له
بسم الله الرحمن الرحيم
وصف المادة | |
عنوان الخطبة | التوحيد لا بواكي له |
التصنيف | توحيد ومنهج |
الشيخ | عبد الرحمن بن صالح الحجي |
رابط الاستماع |
الخطبة الأولى
الحمد لله رب العالمين والعاقبة للمتقين ولا عدوان إلا على الظالمين وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمد عبد الله ورسوله، صلى الله عليه وسلم تسليما كثيرا.
إخواني في الله: ها هنا وقفات مع بعض ما يمر بأمة الإسلام هذه الأيام وإن كانت بعض هذه الوقفات مؤلمة إلا أنه ربما صحت الأجساد بالعلل.
الوقفة الأولى أيها الأخوة: أرأيت هذه الغضبة المضرية، والحملة القوية في جمع الأموال ورسائل الجوال والضجيج بالقنوت والدعاء لمن تعرض للقتل من بعض أهل الإسلام وهذه الحملة كثير منها حق وقد يشوبها بعض الباطل.
ولكن الشأن ليس في هذا وإنما أسألكم وأسأل نفسي سؤالا: لو قمنا بعشر هذه الحملة أو بعشر معشارها في الغضب للتوحيد ولوقوع أهل الإسلام في الشرك، وقمنا بالدعوة إلى الله ونشر التوحيد والبراءة من الشرك وأهله ماذا تظنون أن تكون النتائج؟ سينتصر الإسلام وسيخذل أهل الكفر والطغيان والله - - عز وجل - - يقول: ﴿ وَالْفِتْنَةُ أَكْبَرُ مِنَ الْقَتْلِ ﴾ والفتنة هي الشرك، والفتنة أشد من القتل ورب الكعبة لو قمنا بعشر معشار هذه الحملة غضبا للتوحيد كما نغضب للقتل لصلحت أحوال المسلمين، ولكن أكثر الناس لا يعلمون، ولكن أكثر الناس لا يفقهون، ولكن أكثر الناس لا يعقلون، يقرؤون القرآن ولا يعتبرون بما فيه.
الوقفة الثانية: أن بعض أهل الإسلام قد يكون مظلوما من جهة الخلق في ماله أو في دمه أو في بيته أو في وطنه، ولكنه قد يكون ظالما في حق الله - عز وجل -، فنحن ننظر إلى كونه مظلوم ولا ننظر إلى كونه ظالما وأعظم الظلم الشرك بالله وإقراره والسكوت عليه، وإنك إذا نظرت إلى كونه مظلوما في حقه ولم تنظر إلى كونه ظالما في حق الله ربما أدى بك ذلك إلى الظن بالله ظن السوء، كيف يسلط اليهود على هؤلاء وكيف وكيف، وأما إذا نظرت بمنظار القرآن أنه ما أصاب من مصيبة إلا بما قدمت أيديكم وأن الله لو يؤاخذ الناس بظلمهم ما ترك على ظهرها من دابة، لتوازن الأمر عندك، فيا عبد الله: إن رأيت مظلوما فواجب عليك نصره، ومن نصره أنه إن كان ظالما أن ترده عن ظلمه أو تبرا منه، تأملوا فيمن وقع عليهم ظلم العباد من المنتسبين إلى الإسلام وتفقدوهم ليكونون ظالمين في حق الله - عز وجل -، ولكن التوحيد لا بواكي له، ولكن التوحيد لابواكي له.
والوقفة الثالثة أيها الأخوة: أن الشرك هو أعظم جريمة وقعت على وجه الأرض وأن الشركاء في هذه الجريمة كثر ونعد منهم عشرة أو أكثر من ذلك:
- أولهم: الساكت عنهم،
- وثانيهم: الساكن معه مع المشرك لو فارقه وبرأ منه لما حصل ذلك،
- وثالثهم: فاعل الشرك، وهذا لولا توفير البيئة له لما أقدم على هذه الجريمة ولكن من حوله ما بين ساكت وساكن و مقر وعاضد وداعم ونحو ذلك،
- والرابع: العاذر له، ملتمس الأعذار لهذا المشرك، والله يقول:" ﴿ مَا كَانَ لِلْمُشْرِكِينَ أَنْ يَعْمُرُوا مَسَاجِدَ اللَّهِ شَاهِدِينَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ بِالْكُفْرِ ﴾ [التوبة/17] فالله يخبر أن المشرك يشهد على نفسه بالكفر ويأتي من يشهد له بالإسلام، محادة لله ورسوله ومشاقة لله ورسوله، ثم يدعي أنه جاهل ما علم أن الخالق أعظم من المخلوق، ما علم أن المخلوق لا يصلح أن يكون كالخالق في العبادة وهذا أمر تعرفه العقول والفطر،
- والخامس منهم: المقر للشرك،
- والسادس: الداعم له يحب أن يُعصى الله في الأرض ولو كان الدعم ليس لأجل الشرك وإنما لأجل شيء آخر ولكنه يعرف أنه لا ينكر الشرك فيدعمه بالمال أو بالقول أو بنحو ذلك،
- والسابع من هؤلاء المجرمين: الشاك في كفر المشرك،
- والثامن من هؤلاء المجرمين: الحامي للمشرك،
- والتاسع: المتولي له،
- والعاشر الذي لا يبرأ من الشرك بل ولا يبرأ من أهل الشرك، فبعض الناس قد يبرأ من الشرك ولكنه لا يبرأ من أهله،
- والحادي عشر: الذي لا يرى الشرك عيبا ولا مسبة ولا نقصا كما تقدم لا في الأشخاص ولا في الدول ولا في الجماعات، لا يراه عيبا يغطي كل المحاسن.
فيا عباد الله: فيا عباد الله، ما فاق أصحاب محمد الناس إلا بتجريد التوحيد والبراءة من الشرك وأهله، فانتبهوا فالخطر عليكم وعلينا قبل أن يكون على غيرنا، بكلمة، بدعم، بغضب تحسبونه هينا وهو عند الله عظيم، أعظم ما تغضب له انتهاك حق الله، أعظم جريمة تستفز المؤمن الشرك بالله ومنه هؤلاء العشرة، ثم بعد ذلك القتل.
اللهم فقهنا في ديننا، اللهم أبصر أهل الإسلام والمسلمين، اللهم انصر أهل التوحيد الخلص في كل مكان، اللهم رد أهل الإسلام إلى دينك ردا جميلا، اللهم كن للمستضعفين الذين ليسوا من هؤلاء العشرة ولا يجدون حيلة ولا يهتدون سبيلا اللهم كن لهم مؤيدا ونصيرا، اللهم كن لهم مؤيدا ونصيرا، اللهم اجعل لهم فرجا ومخرجا، اللهم اجعل لهم فرجا ومخرجا، وقد يكون الفرج والمخرج أن يموتوا على الإسلام ويذهبوا إلى جنة عرضها السماوات والأرض، اللهم إنا نقول لهم كما قال محمد صلى الله عليه وسلم وهو أقوم الناس بأمره صبرا آل ياسر فإن موعدهم الجنة، اللهم عليك بهؤلاء اليهود وعليك بهؤلاء النصارى وعليك بهؤلاء المشركين والمنافقين، اللهم عليك بهم فإنهم لا يعجزونك، اللهم اشدد عليهم وطأتك وانزع عنهم عافيتك واجعلها عليهم سنين كسنين يوسف، اللهم أحينا في عافية وأمتنا في عافية واحفظ لنا ديننا الذي هو عصمة أمرنا يا رب العالمين يا حي يا قيوم اللهم توفنا مسلمين وألحقنا بالصالحين غير خزايا ولا مفتونين، اللهم صلِّ وسلم وبارك على عبد ورسولك محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أبو لقمان- المساهمات : 231
تاريخ التسجيل : 06/11/2015
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الثلاثاء يونيو 11, 2019 5:54 pm من طرف سامي فؤاد
» وَكُونُوا عِبَادَ اللَّهِ إِخْوَانًا
الجمعة أبريل 26, 2019 6:24 am من طرف سامي فؤاد
» أحكام الحيض والنفاس والاستحاضة
السبت أبريل 06, 2019 1:24 am من طرف سامي فؤاد
» المغالاة في المهور
الأربعاء أكتوبر 10, 2018 5:38 am من طرف سامي فؤاد
» شرح حديث ثلاثة لا يكلمهم الله يوم القيامة
السبت سبتمبر 08, 2018 6:00 am من طرف سامي فؤاد
» أحكام الهدية وهدايا الخاطب والنقوط
السبت سبتمبر 08, 2018 5:58 am من طرف سامي فؤاد
» رسالة إلى الشباب
السبت سبتمبر 08, 2018 5:56 am من طرف سامي فؤاد
» رسالة إلى الخاطب
السبت سبتمبر 08, 2018 5:55 am من طرف سامي فؤاد
» الأضحية أحكام وشروط
السبت أغسطس 11, 2018 6:12 am من طرف سامي فؤاد